الحياة، الموت وما بينهما: الإيمان بالتّقمُّص وظاهرة النُّطق عند الموحّدين الدّروز في إسرائيل

الحياة، الموت وما بينهما: الإيمان بالتّقمُّص وظاهرة النُّطق عند الموحّدين الدّروز في إسرائيل

في مقالها تتناول د. مها ناطور معتقد التّقمُّص عند الموحّدين الدّروز وتبحث في ظاهرة النُّطْق؛ أي: تذكُّر الحياة السّابقة، بِوَصفها آليّة تُجسّد في داخلها الهويّة الدّرزيّة وتُسهم في الحفاظ عليها وتعيين حدودها.

الحياة، الموت وما بينهما: الإيمان بالتّقمُّص وظاهرة النُّطق عند الموحّدين الدّروز في إسرائيل

د. مها ناطور

ترجمة وتدقيق لغويّ: يولين عثمان

كثيرةٌ هي الثّقافات والتّقاليد المُجتمعيّة الّتي تحمل تصوُّرات متنوّعة، متضاربة أحيانًا، حول حتميّة الموت. البعض منها يرى في الموت نهايةً للوجود الإنسانيّ (Stevenson, 1987)، في حين يرى فيه البعض الآخر نقلةً إلى مرحلةٍ جديدة وحياةٍ جديدة. الهندوسيّة، البوذيّة (Head & Cranston, 1967)، تيّارات يهوديّة (لڤين، 2016) والموحّدون الدّروز؛ هؤلاء جميعهم يؤمنون بالتّقمُّص. يجمع هذه الأديان والتّقاليد اعتقادٌ بأنّ للرّوح في هذا العالم غايةً معيّنة، وينبع هذا المُعتَقَد سواءٌ من الإيمان بالكارما (Bache, 1991) أو بإصلاح الرّوح (بيرغ، 1986) أو بالعدالة الإلهيّة (Makarim, 1974). يتناول هذا المقال الإيمان بالتّقمُّص عند الموحّدين الدّروز، مع إبراز محوريّة هذا المُعتَقَد والخَوْض في خصائصه وعواقبه الفرديّة والجماعيّة. في البداية سأُقدّم طرحًا موجزًا حول الإيمان بالتّقمُّص عند الموحّدين الدّروز، ومن ثمّ سأتقصّى ظاهرةَ النُّطْق، تذكُّر الحياة السّابقة (“الجيل السّابق” بِلِسان العامّة) والحديث عنها. هذا المقال يُبرز النُّطْق بِوَصْفِه سيناريو اجتماعيًّا-ثقافيًّا مقبولًا يُجسّد الهويّة التّوحيديّة-الدّرزيّة ويشكّل آليّةً تُسهم في الحفاظ عليها وفي تعيين حدودها.

الإيمان بالتّقمُّص في المجتمع التّوحيديّ الدّرزيّ

يفضّل الدّروز تسمية أنفسهم مُوحّدون ودينهم دين التّوحيد؛ أي: وحدانيّة الله هي المبدأ الأساس. الدّين الدّرزيّ هو دين سرّيّ يحرسه رجال الدّين بحميّة وغيرة (صالح، 1998)، وهو دين لا يسمح بقبول الوافدين الجُدد ولا بالتّحوّل الدّينيّ (فلاح، 2000). هذه الخصائص تنعكس في التّعاليم الدّينيّة، مثل: “حِفْظ الإخوان” الّذي بموجبه ينبغي للموحّد الدّرزيّ أن يتعاطف مع ابن طائفته ويُعينَه وقت الضّيق وساعة الشِّدّة (دانة، 1998؛ Makarim, 1974)؛ إلى جانب تحريم الزّواج من خارج الطّائفة (الزّواج المختلَط). إنّ الإيمان بالتّقمُّص مُعتَقَدٌ يشترك فيه غالبيّة الموحّدين الدّروز ((Littlewood, 2001، علمانيّين ومتديّنين على حدّ سواء، وهو يشكّل قاعدةً أساس في تشكيل هويّتهم، أفرادًا وجَماعَة.

وَفقًا لمبادئ عقيدة التّوحيد الدّرزيّة فإنّ عدد الأرواح ثابت. عند الوفاة تنتقل الرّوح، فورًا، إلى جسد الطّفل المولود في تلك اللّحظة لتبدأ من خلاله حياة جديدة، مع الحفاظ على صفة الجنس وعلى الانتقال إلى كيان إنسانيّ فقط (زهر الدّين، 2008). الموحّدون الدّروز يؤمنون بأنّهم لم يزالوا يموتون ويولدون وهم موحّدون دروز (Bennett, 2006)، أمّا المبدأ من وراء هذا الإيمان فهو العدل الإلهيّ. إنّ التّقمُّص يمنح الإنسان فرصةً لاختبار مواقف حياتيّة مختلفة (الذّبيانيّ، 1967). هذا المبدأ يقود إلى الإيمان بِنَصْب ميزان العدل يوم الحساب، ويخلق إحساسًا بالمساواة والتّآخي بين أبناء الطّائفة (Natour & Hasson, 2001).

ظاهرة النُّطْق لدى طائفة الموحّدين الدّروز

نُطْق هي لفظة عربيّة تدّل على فِعْل “التّكلُّم” أو “التّحدُّث” عند استخدامها في سياق الإيمان بالتّقمُّص. وينفرد الموحّدون الدّروز بهذه الدّلالة الّتي تشير إلى ظاهرة تذكُّر الحياة السّابقة والحديث عنها. لذا يمكن النّظر إلى النُّطْق على أنّه اصطلاح ثقافيّ لا يمكن فهمه خارج السّياق الاجتماعيّ-الدّينيّ الخاصّ بالموحّدين الدّروز (ناطور وشوشانه، 2021). عادةً يظهر النُّطْق في مرحلة الطّفولة، في حدود سنّ الثّانية حتّى الخامسة (Dwairy, 2006)، وغالبًا ما يُعزى إلى موت مأساويّ أو مفاجئ في الحياة السّابقة (Littlewood, 2001). عادةً، يُبدي الأطفال الّذين يدخلون تجربةَ النُّطْق علامات مميِّزة، بَدءًا من ذِكْر أسماء وأحداث لا علاقة لها بالحياة الآنيّة (Haraldsson, 2012)، أو التّعبير عن القلق، أو الرّهاب، أو الضّيق العاطفيّ المنسوب إلى أحداث متعلّقة بالحياة السّابقة (Haraldsson, 2003; Stevenson, 2000)، وانتهاءً بإظهار قُدْرات معرفيّة أو مواهب استثنائيّة في مجالات لم تُكشَف لهم بعد (عرايدي، 2015). تتنوّع ردود أفعال البيئة المحيطة وتتراوح بين طرفَيْن: الإصغاء إلى الطّفل وتشجيعه وحتّى مساعدته في البحث عن عائلته من الحياة السّابقة، مقابل تجاهُل الطّفل أو محاولة إسكاته (اُنظر الأمثلة على ذلك في: عرايدي، 2015؛ Dwairy, 2006). في بعضٍ من الأحيان ترتبط قصص النُّطْق بصراعات وتعقيدات، كخوف الوالدَيْن في الحياة الحاضرة من أن يعيش طفلهم في عالمَيْن (Nigst, 2019)، أو رفض قصّة الطّفل من قِبَل عائلته في الحياة السّابقة (Fartacek, 2021). هذه الظّاهرة لا تُميّز الموحّدين الدّروز وحدهم؛ إذ نجد أمثلة على حدوثها في ثقافات أُخرى حول العالَم، كما يتّضح من الدّراسات الّتي أُجريت في مناطق مثل: سريلانكا، الهند، البرازيل وألاسكا (Haraldsson, 2012; Stevenson, 1980).

النُّطْق بِوَصفه سردًا اجتماعيًّا-ثقافيًّا

في تعريفه، النُّطْق هو تذكُّر الحياة السّابقة والحديث عنها، وعلى ذلك هو يُعدّ قصّةً، أو سردًا. من الأمثلة المختلفة الواردة في المصادر الّتي توثّق قصص النُّطْق يمكن ملاحظة أنّ هذا السّرد لا يبقى ضمن حدود التّجربة الشّخصيّة، الفرديّة، لكنّه يعبُرُها ليُصبح سردًا تشترك في تكوينه عواملُ عدّة. على هذا النّحو يصبح قصّة اجتماعيّة-ثقافيّة، أحيانًا حتّى قبل أن يتحوّل إلى سرد شخصيّ. يمكن تعيين عدد من الشركاء لبناء سرد النُّطْق: أوّلًا، الطّفل نفسه الّذي يقدّم رموزًا أوّليّة من خلال السّلوك والكلام. ردًّا على هذا تُعرِّف العائلة المصغّرة، الوالدان عادةً، هذه التّصرّفات بأنّها نُطْق. وفي هذا ينضمّ إلى الوالدَيْن شركاء آخرون؛ العائلة الموسَّعة، الجيران وأفراد آخرون من الطّائفة (Fartacek, 2021).

قصص النُّطْق سرعان ما تغدو قصّة جماعيّة، من حيث العناصر المُشترِكة في تكوينها. يخدم هذا السّرد أهدافًا اجتماعيّة-ثقافيّة مختلفة (Bennett, 2006; Littlewood, 2001). من بين هذه الأهداف يُشير الباحثون إلى التّماسك الاجتماعيّ (Bennett, 2006)، تحديد الهويّة الجماعيّة (Halabi & Horenczyk, 2019)، تعزيز الإيمان (فرج، 2006)، مراعاة القوانين والقواعد الاجتماعيّة-الدّينيّة، مثل: تحريم الزّواج من خارج الطّائفة، وتحريم التّحوُّل الدّينيّ (Bennett, 2006)، وحتّى حلّ ألغاز الموت واستكمال القصص الّتي لم تزل نهايتُها مفتوحة (عرايدي، 2015). سنُشير، لاحقًا، إلى نوعَيْن من السّرد: القصّة المَحلولة/ المُغلقة والقصّة المفتوحة.

التّقمُّص، النُّطْق وتأثيرهما النّفسانيّ والاجتماعيّ

الدّراسات البحثيّة الّتي تناولت مسألة الإيمان بالتّقمُّص عند طائفة الموحّدين الدّروز، بشكل عامّ، وقصص النُّطْق على وجه الخصوص؛ وصفت آثارهما النّفسانيّة والاجتماعيّة. للإيمان بالتّقمُّص آثار في الممارسات الاجتماعيّة، تنبع من هامشيّة أهمّيّة الجسم، منها: التّخلّي عن شواهد القبور وغياب عادة زيارة القبور (فرج، 2006). أمّا في الصّعيد النّفسانيّ فهناك إشارة إلى عدد من الجوانب الاجتماعيّة والشّخصيّة، مثل: المساعدة في التّغلّب على الحزن والفقدان (Littlewood, 2001; Somer et al, 2011)، تعامُل الوالدَيْن مع أزمات أبنائهم، وتقديم تفسير مُحْكَم، دينيًّا وثقافيًّا، للصّعوبات الّتي يُعانيها الأبناء (Dwairy, 2006).

إلى جانب هذه التّأثيرات، الّتي قد تشكّل دافعًا لتشجيع قصص النُّطْق، تورد المصادر بيِّنات تشير إلى صراعات حِيال الإيمان بالتّقمُّص وظاهرة النُّطْق. في دراستها القائمة على عمل ميدانيّ في سورية، أشارت بينيت (Bennett, 2006) إلى تعقيد يرتبط بالإيمان بالتّقمُّص، وهو ناتج عن الخوف من الإساءة إلى الصّورة العصريّة ومن فرط التّفاوُت والرّفض الّذي تُبديه الأغلبيّة غير الدّرزيّة نتيجةً لهذا المعتَقَد الدّينيّ. باحثون آخرون تطرّقوا إلى صعوبة تعامُل عائلة الشّخص المتوفّى مع ظهور شخص يدّعي أنّه تجسُّد المتوفّى نفسه (اُنظر الأمثلة على ذلك في: عرايدي، 2015 ;Fartacek, 2021). تتجلّى هذه الصّعوبة، على سبيل المثال، في البحث عن إثباتات لقصّة النُّطْق يُرافقه صراع في التّعامل مع فروقات العمر، المظهر والهويّة (Bennett, 1999). هذه الصّراعات لا تقتصر على عائلة المتوفّى فحسب؛ إذ يُشير الباحثون إلى صعوبات تُواجه أفراد عائلة الشّخص المُتقمِّص (النّاطق)، كالخوف من العيش بين عالمَيْن، والخوف من فقدان الطّفل لصالح عائلته في الحياة السّابقة (عرايدي، 2015; Nigst, 2019).

قصّة الإنسان الّذي يختبر النُّطْق: العيش في عالمَيْن؟

الإنسان الّذي يحظى بتجربة النُّطق (ناطِق) هو ذلك الّذي يطرح روايتَيْن، على الأقلّ، عن ذاته. الشّخص نفسه يعيش في هاتَيْن القصّتَيْن فينمو ويتطوّر في حياته الآنيّة ويُشكّل تعريفًا لذاته، لكنّه، في الوقت نفسه، يروي قصّةً أُخرى عن ذاتٍ مختلفة، عاشت في زمن مختلف حمَلَت فيه تعريفًا آخر لها، وهويّة أُخرى، ودوائر اجتماعيّة أُخرى. يمكننا الوقوف على نموذج صارخ لروايتَيْن ذاتيّتَيْن في الوصف التّصويريّ الّذي يطرحه ستيمان (Stemman, 2012) لصورة التُقطت في لُبنان، يظهر فيها رجُل موحّد-درزيّ مُسنّ مع فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا، تجلس إلى جانبه وتضع يدها بمودّة على ذراعه. هذه الفتاة الّتي يظهر أنّها تُشبه حفيدته هي تجسيد لزوجته الّتي قُتلت برصاصة عام 1984، وكانت معلّمة وأمًّا لخمسة أبناء. هل من الممكن أن نستنتج من هذا أنّ الفتاة نفسها تعيش اليوم قصّتَيْن ذاتيّتَيْن وتعريفَيْن ذاتيَّيْن؟ هل تستمرّ في حمل القصّتَيْن داخلها حتّى عندما تُخفي ذاكرةُ حياتها الآنيّة، تدريجيًّا، ذكريات حياتها السّابقة؟ وأبعد من هذا وذاك، كيف تُمكِّن الثّقافة أبناءَها من احتواء قصّتَيْن ذاتيّتَيْن في الوقت نفسه؟

لغرض الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها أُجري بحث علميّ ظاهِراتِيّ (فينومينولوجيّ) تضمّن مقابلات مع شركاء مختلفين في خطاب النُّطْق عند طائفة الموحّدين الدّروز في إسرائيل (ناطور وشوشانه، 2021). ضمن إطار البحث المذكور أُجريت مقابلات مع أشخاص بالغين (18 عامًا فما فوق) ممّن مرّوا بتجربة النُّطْق، هؤلاء قُسِّمت قصصهم وفقًا لنوعَيْن؛ نُطْق مُغلق: قصص بلغ فيها الشّخص حدَّ التّعرّف إلى شخصيّته في الحياة السّابقة، وفي الغالب أُتيحَ له التّواصل مع عائلته السّابقة؛ ونُطْق مفتوح: قصص للنّاطق فيها قصّة نُطْق، غير أنّه لم يكن في الاستطاعة التّعرّف إلى شخصيّته في الحياة السّابقة فبقيت القصّة مفتوحة. نتائج البحث أشارت إلى أنّ قصص النُّطْق تشكّل سيناريو ثقافيًّا متاحًا للموحّدين الدّروز وتُعدّ قصصًا مقبولة. هذه القصص تُطرح في مناسبات اجتماعيّة مختلفة فتسمح لأبناء الطّائفة بالشّعور بالتّقارب والانتماء. يصبح الشّخص النّاطق، خاصّة في القصص المغلقة، شخصيّة نمطيّة رمزيّة (Grathoff, 1970)، وتغدو قصّته سردًا جماعيًّا يخدم أهداف المجموعة (Natoor & Shoshana, 2021).

للقصص المغلقة سيرة ذاتيّة أو “سيرة حياتيّة” نموذجيّة؛ إذ تبدأ القصّة، عادةً، بتذكُّر الحياة السّابقة والحديث عنها في مرحلة الطّفولة. غالبًا ما يكون التّذكُّر مصحوبًا بِضيق ورغبة في لقاء العائلة من الحياة السّابقة، وبالرّاحة بُعيد اللّقاء وتلاشي الذّكريات مع مرور الوقت. وتتميّز مرحلة النُّضوج، في الأساس، بالتّركيز على الحاضر مع الحفاظ على الرّوابط الاجتماعيّة وحضور المناسبات الهامّة، مثل: حفلات الزّفاف والجنازات. كذلك القصص المفتوحة تتضمّن، هي الأُخرى، تذكُّرًا في مرحلة الطّفولة، ونظرًا لعدم السّماح للشّخص بالتّعرُف إلى عائلته السّابقة ولقائها، تبقى هذه القصص تحمل في طيّاتها علامات استفهام وشُكوكًا حول الحياة السّابقة. مع ذلك فإنّ هذه القصص لا تشكّل مصدر ضيق أو أذى للرّفاهية الشّخصيّة؛ إذ هي لم تزل متوافقة مع السّرد الشّموليّ (Hammack & Toolis, 2015) الدّرزيّ لتقمُّص الأرواح الّذي ينصّ على أنّ الأرواح تستمرّ في الانتقال داخل حدود الطّائفة، مع الحفاظ على الجنس والانتقال إلى كيان بشريّ فقط. هذا التّوافق يسمح للفرد وللمجتمع بقبول القصّة المفتوحة من دون تطلُّعٍ أو حاجةٍ إلى إغلاقها من أجل التّعايش معها بسلام. هذه القصّة تُنسَج في هويّة النّاطق وتُعزّز لديه انتماءه إلى طائفة الموحّدين الدّروز.

في الختام، يُعدّ الإيمان بالتّقمُّص، عند غالبيّة الموحّدين الدّروز، قاعدةً بديهيّةً وواقعًا حياتيًّا لا جدال فيه، تترتّب عليه آثارٌ تَطال الفرد والجماعة. ومعلوم أنّ هذا الإيمان موجود في أماكن عدّة وفي فترات مختلفة. إنّ الانشغال بظاهرة النُّطْق المرتبطة بهذا المُعتَقَد إنّما يُشكّل مركِّبًا فعّالًا في تماسُك طائفة الموحّدين الدّروز، هذا المركِّب يُحدّد الهويّةَ الجماعيّة والفرديّة، من خلال نسْجِه الرّوايات الشّخصيّة لتكوين سرد اجتماعيّ شامل يَحفظ السّرد الشّموليّ الدّينيّ السّابق له ويُعزّزه. يُعدّ النُّطْق ظاهرة مُذهلة من النّاحيتَيْن: النّفسانيّة والثّقافيّة، وهي ظاهرة غدَت تستقطب، في السّنوات الأخيرة، اهتمامًا بحثيًّا-أكاديميًّا تنتج عنه رؤى مثيرة للاهتمام، ويحثّ على طرح العديد من الأسئلة الجديرة بمتابعة الاهتمام البحثيّ الحسّاس ثقافيًّا.

* * *

عن الباحثة

د. مها ناطور أخصّائيّة في العلاج الوظيفيّ لتنمية الطّفل، تعمل في خدمات “كلاليت” الصّحّيّة. عام 2021 حصلت على شهادة الدّكتوراة من جامعة حيفا، في كلّيّة التّربية، تحت إشراف بروفيسور أفيهو شوشانا. تناولت أطروحتها الجوانب العلاجيّة والسّرديّة للإيمان بالتّقمُّص عند الموحّدين الدّروز في إسرائيل. اليوم د. مها هي طالبة باحثة لما بعد الدّكتوراة، في قسم علم الإنسان والحضارة (انثروبولوجيا)، جامعة حيفا، تحت إشراف د. كارول كدرون. مجالات بحثها تدمج بين عدّة عوالم: علم النّفس، علم النّفس العرقيّ، الدّين، الثّقافة، مُعالجين من أبناء الأقلّيّات، والعلاج الحسّاس ثقافيًّا.

* هذا المقال مَصوغ بلسان المذكّر، وهو مُوجّه إلى كلا الجنسَيْن على حدّ سواء.

*  *  *

قائمة المراجع

المراجع باللّغة العربيّة

الذّبيانيّ. (1967). التّقمّص. لبنان: مطابع بيبلوس.

زهر الدّين نايف. (2008). الحياة بعد الموت: حقيقة أم خيال؟. لبنان: رياض الرّيّس للكتب والنّشر.

المراجع باللّغة العبريّة (كلّ مرجع تتبعه ترجمته العربيّة)

ברג, ש.פ’ (1986). גלגולי נשמות. ירושלים: המכון לחקר הקבלה.

بيرغ، ش. ف. (1986). تقمُّص الأرواح. القدس: المعهد لدراسة الكابالا.

דנה, נ’ (1998). הדרוזים. רמת גן: אוניברסיטת בר-אילן.

دانة، ن. (1998). الدّروز. رمات چان: جامعة بار-إيلان.

לוין, ד’. (2016). סודות הגלגול בקבלה ובפסיכולוגיה הטרנספרסונלית: תורות הנפש, תורות הגלגול, תורות הקארמה ותיקון הנשמה. גוונים הוצאה לאור.

لڤين، د. (2016). أسرار التّقمُّص في الكابالا وفي علم النّفس ما وراء الشّخصيّ: نظريّات النّفس، نظريّات التّقمُّص، نظريّات الكارما وتقويم الرّوح. چڤانيم للنّشر.   

נאטור, מ’ ושושנה, א’ (2021). בין הקליני לחברתי: האמונה בגלגול נשמות בקרב הדרוזים בישראל. בתוך איזיקוביץ’ ר’ ושושנה, א’ (עורכים). מפגש לעבודה סוציאלית-חינוכית, 43-64.

ناطور، م. وشوشانه، أ. (2021). بين الإكلينيكيّ والاجتماعيّ: الإيمان بالتّقمُّص عند الدّروز في إسرائيل. في: ايزيكوڤيتش ر. وشوشانه، أ. (مُعِدّان). لقاء للعمل الاجتماعيّ-التّربويّ، 43-64.

סאלח, ש’ (1998). עיקרי האמונה הדרוזית. בתוך דנה, נ’ (עורך). הדרוזים. רמת גן: אוניברסיטת בר-אילן.

صالح، ش. (1998). مبادئ العقيدة الدّرزيّة. في: دانة، ن. (مُعِدّ). الدّروز. رمات چان: جامعة بار-إيلان.

עראידה, נ’ (2015). דרכי התמודדות של מערכת החינוך עם ילדים דרוזים שחווים תופעת “אלנטק”- זיכרון גלגול קודם. עבודת גמר סמינריונית מוגשת כחלק מהחובות לתואר M.ED, מכללת אורנים, החוג לחינוך והוראה של תלמידים בהדרה.

عرايدي، ن. (2015). طرائق منظومة التّعليم في التّعامل مع الأطفال الدّروز الّذين يختبرون ظاهرة “النُّطْق” – تذكُّر الحياة السّابقة. وظيفة سمينار نهائيّة مقدّمة ضمن واجبات اللّقب الثّاني M.ED، كلّيّة أورانيم، قسم التّعليم والتّدريس للطّلّاب المعرَّضين للاستبعاد.

פלאח, ס’ (2000). הדרוזים במזרח התיכון. ירושלים: משרד הביטחון.

فلاح، س. (2000). الدّروز في الشّرق الأوسط. القدس: وزارة الدّفاع.

פרג’, ר’ (2006). גלגול נשמות: ניתוח מעמיק של נושא גלגול הנשמות בתרבויות ובדתות השונות, תוך מתן דגש על מקרי מבחן בקהילה הדרוזית. מעלות תרשיחא: א.ר.ח ספרים ומחשבים.

فرج، ر. (2006). التّقمُّص: تحليل مُعمّق لموضوع التّقمُّص في مختلف الثّقافات والأديان، مع التّركيز على دراسة الحالة في المجتمع الدّرزيّ. معالوت ترشيحا: أ. ر. هـ. للكتب والحواسيب.

 المراجع باللّغة الإنجليزيّة

Bache, C. M. (1991). Lifecycles: Reincarnation and the web of life. New-York: Paragon House.

Bennett, M. A. (1999). Reincarnation, marriage, and memory: Negotiating sectarian identity among the Druze of Syria. A dissertation submitted to the faculty of the department of anthropology in partial fulfillment of the requirements for the degree of doctor of philosophy in the graduate college, the University of Arizona.

Bennett, A. (2006). Reincarnation, sect unity, and identity among the Druze. Ethnology, 45, 87-104.

Dwairy, M. (2006). The psychosocial function of reincarnation among Druze in Israel. Culture, Medicine and Psychiatry, 30, 29-53.

Fartacek, G. (2021). Ethnographic Insights: Narratives Dealing with Previous Life Memories Among the Druze. In G. Fartacek (Eds.), Druze Reincarnation Narratives- Previous Life Memories, Discourses, and the Construction of Identities (pp. 15-71). Peter Lang.

Grathoff, R. (1970). The structure of social inconsistencies. Nijhoff.

Halabi, R., & Horenczyk, G. (2019). Reincarnation beliefs among Israeli Druze and the construction of a hard-primordial identity. Death Studies, 44(1), 1-10.

Hammack, P. L., & Toolis, E. E. (2015). Putting the social into personal identity: The master narrative as root metaphor for psychological and developmental science. Human Development, 58(6), 350-364.

Haraldsson, E. (2003). Children who speak of past‐life experiences: Is there a psychological explanation?. Psychology and Psychotherapy: Theory, Research and Practice, 76, 55-67.

Haraldsson, E. (2012). Cases of the reincarnation type and the mind–brain relationship. In Exploring frontiers of the mind-brain relationship (pp. 215-231). New-York: Springer.

Head, J. & Cranston, S. L. (1967). Reincarnation in world thought. New York: Julian Press.

Littlewood, R. (2001). Social institutions and psychological explanations: Druze reincarnation as a therapeutic resource. British Journal of Medical Psychology, 74, 213-222.

Makarim, S.N. (1974). The Druze faith. New-York: Caravan Books.

Natoor, M., & Shoshana, A. (2021). The Phenomenology of ‘Solved’ Reincarnation Stories Among Druze in Israel: Private Self, Symbolic Type and Daily Life. Culture, Medicine, and Psychiatry, 1-18.

Natour, S., & Hasson, A. (2001). The Druze. Israel: Asia Publications.

Nigst, L. (2019). “Entering a gigantic maze”: The ambivalent presence of previous-life memories in Druze discourse. Social Compass, 66(2), 273-288.

Somer, E., Klein-Sela, C., & Or-Chen, k. (2011). Beliefs in reincarnation and the power of fate and their association with emotional outcomes among bereaved parents of fallen soldiers. Journal of Loss and Trauma, 16, 459-475.

Stemman, R. (2012). The big book of reincarnation: Examining the evidence that we have all lived before. Excerpt from Chapter 20: “Best Evidence for Rebirth”‏, 1-2. San-Antonio: Hierophant Publishing.

Stevenson, I. (1980). Twenty cases suggestive of reincarnation. University of Virginia Press.

Stevenson, I. (1987). Children who remember previous lives. Charlottesville: University Press of Virginia.

Stevenson, I. (2000). The phenomenon of claimed memories of previous lives: Possible interpretations and importance. Medical Hypotheses, 54, 652-659.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה