هو شرف الدّين عليّ بن أحمد الحريريّ، وُلد في بلدة بُطْمة اللّبنانيّة الواقعة فوق المختارة، في قضاء الشّوف، حيث نشأ وترعرع. كان من تلامذة الأمير جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ، قدّس الله سرّه، المشكورين الّذين ذكَرَهُم الشّيخ أبو عليّ مرعيّ (حمادة/ زهر الدّين) في تراجِمه.
شبّ الشّيخ شرف الدّين عليّ وفيه رقّة وتهذيب، واشتهر بالكرم والحَمِيَّة والشّجاعة والنّهي عن المُنكر. زار الأمير السّيّد التّنّوخيّ مع الشّيخ سليمان بن نصر، والشّيخ ناهض الدّين حصن الدّين، والشّيخ أبو عليّ مرعي، ثُم لَزِمَه. يرد اسمه ضمن ستّة مشايخ أجلّاء كلّفوا نظارة الأوقاف الّتي ذكرها الأمير السّيّد في وصيّته.
قُتل الشّيخ شرف الدّين عليّ الحريريّ في دمشق، في جوار القَمريّة؛ وهي حارة من حارات قرب باب توما، وكان ذلك ليلة السّبت من عام 1475 م. (880 هـ)، وكان حينها أكبر تلاميذ الأمير. له مقام في بلدته، بُطمَة، يُزار للتّبرّك به.
رثاه الشّيخ سليمان بن نصر بقصيدة على بحر البسيط مطلعها:
“لوى الزّمانُ عِنان الفضلِ والجودِ وطالعُ النّحسِ أمضى البيضَ بالسّودِ
وبدّلت غُرر الأيّام بهجتَها فكيف يفرحُ موجودٌ بمفقودِ”.
ومنها قوله في هول المصاب:
“ما عادتِ النّاسُ إلّا بين مضطربٍ وذاهلِ، وسقيم الفكر معقودِ
أيُّ العظيمةِ أعظم من بليّتهِ قتيلُ ظلمٍ، على الخيرات محسودِ”.
***
للاستزادة والتّوسُّع:
- أبو زكي، فؤاد. الأمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ؛ سيرته، أدبه. د. م.: د. ن.، 1997، ص. 280-281.
- العريضيّ، أبو صالح فرحان سعيد. مناقب الأعيان. عاليه: مدرسة الإشراق، ج. 1، ص. 42.
- فرّو، قاسم رجا. الدّروز، شهادات، أعلام ووثائق. عسفيا: الوادي للطّباعة والنّشر، 1996، ص. 43.
- ناطور، سميح. “شرف الدّين، عليّ الحريري”. موسوعة التّوحيد الدّرزيّة. سميح ناطور (تحرير)، مج. 3 (2011)، ص. 70.