الأمير الشّيخ عزّ الدّين صدَقَة، ابن الأمير الشّيخ بدر الدّين حسن التّنّوخيّ. وُلد في عين دارا (دارة) وتوفّي فيها.
صاحب عقل ودين، وُصف بذي الرّأي السّديد، والفعل الرّشيد، والذِّكر الحميد، وله مآثر وفضائل، وآداب وسياسيّات، ونظر في العلوم والحسابات. وكان من تلامذة الأمير السّيّد، قدّس الله سرّه، الّذين ذكَرَهُم الشّيخ أبو عليّ مرعي في تراجِمه.
وصفه المؤرّخ ابن سباط بأنّه أمير جليل، له التّقدّم على الأمراء جميعًا، وله سطوة وحرمة وجاه وعدل وسياسة. وكان مسموع الكلمة عند الملوك والنّوّاب، وكان لنائب دمشق بع العناية الكاملة.
كان شغوفًا بالخيل حتّى قيل إنّ في اسطبلاته ما ينوف عن ثمانين مهرًا ومهرة لم يُروّضها راكب.
في أواخر الحُكم المملوكيّ، تولّى الأمير عزّ الدّين صدقة حُكم بيروت وطرابلس وإقطاع صفد في فلسطين، بما في ذلك الجبل والسّاحل، وامتدّت الإمارة التّنّوخيّة، في أيّامه، من طرابلس إلى صفد، ولا يُعرف سوى القليل عنه.
ويذكر صاحب التّحفة السّنيّة في تاريخ القسطنطينيّة أنّ الأمير عزّ الدّين كان ذا سطوة، وكانت ولايته من حدود طرابلس إلى حدود صفد، وكانت العداوة بينه وبين الأمراء أولاد الحمرا الّذين نزلوا من البقاع وأخذوا يسكنون بيروت، وهؤلاء يصفهم المؤرّخ صالح بن يحيى بأنّهم عائلة لإقطاعيّة في البقاع، قام أحدهم بغارة مفاجئة على بيت الأمير صدقة في بيروت، وقد قُتل ابن الحمرا بيد واحد من بني حنش، وهم عائلة منافسة في البقاع، وأرسل نائب دمشق رأسه إلى الأمير صدقة.
توفّي الأمير في بيروت عام 1444 م.؛ أي بعد 20 سنة من غزو قبرص الّذي يختم به المؤرّخ ابن يحيى كتابه تاريخ بيروت.
***
للاستزادة والتّوسُّع:
- جاويش، سليمان. التّحفة السّنيّة في تاريخ القسطنطينيّة. القاهرة: مؤسّسة هنداوي للتّعليم والثّقافة، 2014.
- أبو زكي، فؤاد. الأمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ؛ سيرته، أدبه. د. م.: د. ن.، 1997.
- بن سباط، حمزة. صدق الأخبار؛ تاريخ ابن سباط. تحقيق: عمر عبد السّلام تدمري. طرابلس: جروس برس، ج. 1، 1993.
- أبو عزّ الدّين، نجلاء. الدّروز في التّاريخ. شفاعمرو-الرامة: منشورات العرفان، د. ت.، ص. 221-222.
- نويهض، عجاج. التنوخي، جمال الدين عبدالله، والشّيخ محمّد أبو هلال المعروف بالشّيخ الفاضل. ط. 2؛ بيروت: دار الصّحافة، 1963.
- ابن يحيى، صالح. تاريخ بيروت. تحقيق: فرنسيس هورس وكمال الصّليبيّ. بيروت: د. ن.، 1969، ص. 248.