الشّيخ علم الدّين سليمان بن نصر

الشّيخ علم الدّين سليمان بن نصر

هو الشّيخ أبو الفضل، علم الدّين سليمان (أبو يوسف) بن نصر بن حسين، من مواليد مَعاصِر الفَوْقا (معاصر الشّوف حاليًّا)، من أعمال صيدا، وفيها نشأ. شيخ جليل وورع، زار الأمير عبد الله التّنّوخيّ، قدّس الله سرّه، في بلدته عبيه، بعد أن سمع عنه أنّه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكَر، وهو لم يزل صغير السّنّ، فأُعجب بفطنته وذكائه، وحدّة ذهنه ووَرَعِه، وتمييزه للحلال والحرام. وزاره بعد ذلك مرّةً أُخرى برفقة شابّين متديّنين هما ناهض الدّين حصن الدّين، من بلدة المختارة قضاء الشّوف، وشرف الدّين عليّ الحريريّ، من بلدة بُطمَة قضاء الشّوف أيضًا.

الشّيخ سليمان أقام في منزل الأمير عبد الله، واستقى منه العلم والمعرفة، فأخلصَ له وساعدته في شؤون رَعِيّته. وحين انتقل الأمير إلى دمشق ليسكنها بقي الشّيخ أبو يوسف في عبيه يُشرف على أرزاق الأمير وأمور الموحّدين.

ولمّا فقد السّيّد ابنه ووحيده الأمير سيف الدّين عبد الخالق، في حادث مأساويّ، قدّم الشّيخ أبو يوسف علم الدّين ولده زين الدّين جبرايل ليكون معينًا وأمير سرّ لأمير السّيّد عوضًا عن فقيده.

الشّيخ ابو يوسف علم الدّين كان المرافق الأوّل للأمير، وقد عايَشَه طيلة حياته، وكان له الأذن المصغية لعِظاته وحِكَمه، والعين المُبصرة لحركاته وسكَناته. فسجَّل ما رأى وما سمع، ودوَّن ما حدث، في كُتيّب يُعدّ المدماك الأوّل في عمارة سيرة الأمير عبد الله التّنّوخيّ، دعاه دُرّة التّاج وسُلّم المعراج في ذِكر تاريخ المقرّ الأشرف الجليل المُعظَّم الفضيل الّذي حكم له جود نسبه وأصله، وفاق على الخلق بفضله وفعله الأمير جمال الدّين عبد الله ابن الأمير علم الدّين سليمان ابن أمير الغرب التّنّوخيّ تغمَّدَه الله تعالى بالرّحمة والرّضوان، وأسكنه فسيح الجنان، وأوقفه بين يديه في مقام الرّضى والامتنان. كتب ابن نصر كُتيّبه هذا بأسلوب بليغ، سهل، واضح العبارة، واستخدم الكثير من المُحسِّنات البديعيّة، كالسَّجْع والجِناس وغيرهما.

بذل الشّيخ ابو يوسف علم الدّين جهدًا كبيرًا في وصف مناقب الأمير السّيّد ومناقب ابنه عبد الخالق الثّاني، غير أنّه أغفل أشياء كثيرة أُخرى لم يأت على ذِكرها في كُتيّبه المذكور، مثل: عصر الأمير وبيئته، والأحداث المأساويّة الواقعة في وقته، وتاريخ وفاة أبنائه الثّلاثة، وهجرته إلى دمشق، وتاريخ عودته إلى بلدته عبيه، وغير ذلك. 

توفّي في بلدته عام 1493 م. (898 هـ) ودُفن في تُربتها.

[1] صغير السّنّ.

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. الباشا، محمّد خليل. “أبو الفضل، علم الدّين سليمان (أبو يوسف) بن حسين”. معجم أعلام الدّروز. محمّد خليل الباشا (تحرير). ج. 1 (1990)، ص. 84-85.
  2. أبو زكي، فؤاد. الأمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ؛ سيرته، أدبه. د. م.: د. ن.، 1997، ص. 278-279.
  3. ابن سباط، حمزة. صدق الأخبار؛ تاريخ ابن سباط. تحقيق: عمر عبد السّلام تدمري. طرابلس: جروس برس، ج. 2، 1993، ص. 906.
  4. العريضي، فرحان سعيد. مناقب الأعيان. عاليه: مدرسة الإشراق، 1994.
  5. عزّام، فايز. المؤلّفات الدّرزيّة الرّوحيّة ومؤلّفوها. د. م.: الباشا، 2011، ص. 37.

 

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה