بروفيسور سامي نسيب مكارم

سامي نسيب مكارم؛ مفكّر، مؤرّخ، أديب، شاعر ومدرّس أدب لبنانيّ مرموق. وُلد في الرّابع عشر من نيسان عام 1931 م.، في قرية عيتات، قضاء عاليه. والده هو المرحوم الشّيخ نسيب سعيد مكارم (1889-1971 م.) الّذي استحقّ لقب “خطّاط الملوك”؛ إذ كان خطّاطًا بارعًا ومعروفًا في مستوى العالم، لجمال خطّه العربيّ ونبوغه في الكتابة الدّقيقة بالعين المجرّدة. والدته هي السّيّدة وسيلة سليمان فرج، وله شقيق واحد، سعيد نسيب مكارم.

تزوّج مرّتين؛ زوجته الأولى كانت السّيّدة جوليا ملحم، وهي باحثة في تاريخ الدّروز باللّغة الإنجليزيّة، وله منها ابنتان؛ سحر ورند، وابنان توأمان، نسيب وسمير. أمّا زوجته الثّانية فكانت السّيّدة ليلى مكارم.

عُرف عن بروفيسور سامي مكارم حبّه وتقديره واحترامه لوالده، المرحوم الشّيخ نسيب سعيد مكارم، وكان يردّد نصيحة والده له حين توجّه مسافرًا إلى الولايات المتّحدة للتّخصّص؛ إذ قال له ناصحًا: “يا ولدي، إنّ الله سبحانه وتعالى مَنّ عليّ بموهبة كرّستها لوجهه والشّوق إليه، فإذا ما وفّقك الله عزّ وجلّ في دراستك، فابذل علمك في خدمة الحقّ والخير وحبّ الخالق الكريم، بهذا تحفظ حقّ النّعمة وتكون إنسانًا مستحقًّا الفضل”.

أنهى بروفيسور سامي مكارم دراسته الثّانويّة في مدرسة اللّيسيه الفرنسيّة، في العاصمة بيروت، بعد ذلك التحق بالجامعة الأمريكيّة، في بيروت أيضًا، وأنهى علومة هناك عام 1954 م.، وحاز على درجة بكالوريوس في الآداب والفلسفة، ثمّ في عام 1957 م. حاز على درجة ماجستير في الآداب.

عام 1958 م. سافر إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وفي عام 1963م. حاز على درجة دكتوراة في الفلسفة من جامعة ميشيغان، في آن آربر، وتخصّص في الدّراسات الإسلاميّة الباطنيّة، كما درّس اللّغة العربيّة لمدّة ثلاث سنوات في الجامعة نفسها. في العام نفسه عاد إلى لبنان وشرع في تدريس الأدب العربيّ والفكر الإسلاميّ في الجامعة اللّبنانيّة حتّى عام 1964 م.، ولاحقًا، عام 1970م.، ترقّى إلى درجة أستاذ الأدب العربيّ والتّصوّف في الجامعة اللّبنانيّة.

حاز بروفيسور سامي مكارم على عدد من شهادات التّقدير والأوسمة والجوائز المختلفة، منها: “وسام المؤرّخ العربيّ”، من اتّحاد المؤرّخين العرب؛ “درع الحركة الثّقافيّة في انطلياس”، في لبنان؛ درع نادي ليونز قدموس، في لبنان؛ درع “رابطة العمل الاجتماعيّ”، في لبنان، وغيرها.

تحدّث عنه الكثيرون، المتديّنون منهم وغير المتديّنون، على رأسهم سماحة الشّيخ د. سامي أبي المنى، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز في لبنان، الّذي تحدّث عن فكر بروفيسور سامي وعلمه قائلًا: “لقد غاب الدّكتور سامي مكارم، وما زال حاضرًا، كما حضر فينا منذ نشأنا على كتبه، وتزوّدنا من فكره وكلامه”. وقالت فيه سعاد الحكيم، أستاذة علوم الصّوفيّة والفلسفة الإسلاميّة في كلّيّة الآداب في الجامعة اللّبنانيّة: “وجه سامي مكارم الدّائم الابتسام المطمئن الأسارير، وحضوره الهادئ اللّطيف الرّصين، وصوته الدّافئ الخفيض الّذي يموج بعبارات منتقاة من نقي الألفاظ، لأباشر المهمّة الصّعبة وهي جعل الصّغير يسع الكبير…”.

امتلك بروفيسور سامي مكارم قصرًا أثريًّا في قرية عيتات، يعود أصله إلى عشيرة آل تلحوق، ويرجع بناؤه إلى النّصف الأوّل من القرن الميلاديّ السّابع عشر. بعد أن اشتراه بروفيسور سامي عمل على تحويله إلى بيت سكنيّ ومركز ثقافيّ، واليوم هذا المبنى هو مركز ثقافيّ يشارك زائريه في الأدب، التّراث وفنّ بروفيسور سامي مكارم وفنّ والده الشّيخ الخطّاط، ويدير هذا المركز السّيّد سمير مكارم، ابن بروفيسور سامي مكارم.

بحث في تاريخ الموحّدين الدّروز وله فيه مؤلّفات، منها: أضواء على مسلك التّوحيد الدّرزيّة، إضافةً إلى أبحاث عديدة. وله مؤلّفات باللّغة الإنكليزيّة، منها: The Druze Faith 1974, The Political Doctrine of the Ismail’s 1977. كما له ثلاث مؤلّفات صدرت بعد وفاته وهي سيرة حياته وديوان الشّعر نون وقلم وزهرة اللّيلك.

إلى جانب نشاطه البحثيّ فقد صدرت له عدّة دواوين شعريّة، نذكر منها: مرأة على جبل قاف، عام 1997؛ ضوء في مدينة ضباب، عام 1999؛ ديوان قصائد حب على شاطئ مرآة، عام 2004 م..

فارق بروفيسور سامي نسيب مكارم الحياة في 21 آب عام 2012 م.، وحضر تشييع جنازته، في مسقط رأسه، حشد هائل من الرّسميّين.

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. مكارم، سامي. التّقيّة في الإسلام. لندن: مؤسّسة التّراث الدّرزيّ، 2004.
  2. مكارم، سامي. العرفان في مسلك التّوحيد. لندن: مؤسّسة التّراث الدّرزيّ، 2006.
  3. الدّكتور سامي نسيب مكارم بأقلام عارفيّة.
  4. https://www.cityofaley.com/ar/arts-culture/sami-makarem-cultural-center/

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה