تُراثنا معدن التّوحيد وإرث مجيد

تُراثنا معدن التّوحيد وإرث مجيد
مجلّة نهج الميثاق؛ إصدار مركز التّراث الدّرزيّ في إسرائيل

العدد الأوّل | كانون ثانٍ 2020

كاتب المقالة: الشّيخ جميل خطيب زويهد

تعتبر عملية صيانة التراث ونقله من جيل لآخر، مهمة وغاية أدركها ذوو البصائر من كل الامم والشعوب، حيث ان التراث هو بمثابة البذور الاستمرارية والبقاء، لا بل نواة الكيان النابض بنهجه الروحي، الثقافي، الاجتماعي، والفكري. يقول العالم ماك جري جور: ان التراث هو الخصائص البشرية، الجذور، شكل ثقافي يتناقلونه اجتماعيا ويصمد عبر الزمن. 

ان الاطلاع على معالم التراث وجوانبه المختلفة لها دور هام في توعية الجيل الصاعد وتثقيفه، خاصة إذا اتبعت الاساليب التربوية، والطرائق التدريسية الحديثة، والتي يجب استغلالها لبلوغ الاهداف، في تنشئة وتربية الاجيال الناشئة، على فهم العقيدة التوحيدية التي كانت مستبطنة في الشرائع الالهية، تحث على الترابط والتمسك بالهوية.

واذا ترانا اليوم نوظف كل طاقة وكل فكر، من اجل مجاراة الحياة المعاصرة، المعقدة والمركبة، ولست هنا بصدد البحث والتعمق في ماهيتها واصدائها الايجابية والسلبية، وكل ما يتبعها من اثر على جوانب حياتنا، لأنها واسعة الارجاء، مترامية الاطراف، حيث لا ينكر احد انها حاجة ملحة، وانه لابد من الاطلاع المستمر  على ما يطرأ من تجديدات واختراعات وتهيئة الأجيال، للتعلم والاستيعاب والتدريب على ما لا بد منه، ولا غنى عنه، لكي لا نكون على قارعة الطريق، او لا نستطيع ادراك قطار الزمان المتسارع، وكأننا لا نسمع الضجيج، ولا تبهرنا الانوار، كالذين قيل فيهم:

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

                      وينكر الفم طعم الماء من سقم

ولكن أقول، إنه بنفس ميزان الطاقة والقدرات الفكرية التي تبذل هناك، علينا توظيف الاستراتيجيات التربوية الحديثة، والموارد الاقتصادية لرسم الرؤيا الفكرية، وبناء المناهج العصرية، لمتابعة المهمة الدقيقة لتزويد الابناء بالتراث، بمقومات مسلك التوحيد، والمناهج الفلسفية الروحية، التي تؤهلهم لفهم مبادئ العقيدة وممارستها، بما يتلاءم مع تحديات العصر لقول الشاعر:

ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا

                         لا بارك الله في الدنيا بلا دين

تعلم العلم تبلغ كل ذي امل

                                            ولا تكن بعلم واحد كسل

ويتوجب علي من خلال سطور هذا المقال، ان استعرض جوانب محطات النهضة التراثية والمبادرات التربوية الخالدة في هذا السياق، حيث انه في منتصف سنوات السبعين من القرن الماضي، حيث تداول اصحاب البصائر الثاقبة والنوايا الصادقة، روحيا وفكريا، وتعاونوا على البر والإصلاح، لتطبيق الرؤيا وصياغة منهاج تربوي علمي لتدريس التراث، نهجا مدرسيا، حيث صيغ بطهارة وصدق نية، ومباركة شيخ الجزيرة، وسيد العشيرة، المرحوم الشيخ ابو يوسف امين طريف، طيب الله ثراه، ونفعنا ببركاته واخوانه الشيوخ التقاة وتعاون المربي الفاضل، صاحب الراي السديد، والبصيرة النيرة، المرحوم الدكتور سلمان حمود فلاح، ونخبة من المربين الاكارم، الذين اكن لهم جميعا الاحترام والتقدير، واقدر عاليا دورهم في رسم معالم النهج التربوي الخالد لصياغة تراثنا ونقله من جيل لأخر، وعذرا حيث لا يتسع هذا المجال لذكر اسمائهم والقابهم في هذا المقال.

ولكنها تيجان لكل كتب التراث التي تدرس، والموقع الذي يتابع المهمة عبر الانترنيت، ومن نعم الباري وتوفيقه، انني تعلمت هذا النهج، وساهمت في تدريسه في المراحل التعليمية المختلفة.

ان المبادرة لإقامة مركز التراث، هي خطوة واسعة مباركة، ومحطة اساسية وهامة، لأنها منتدى فكري وثقافي لمتابعة المسيرة وتقييمها من خلال استنباط افكار وطرائق حديثة، مجمع بث، تربية، حث ومواكبة التطور وصيانة هذا الارث المجيد. انني على ثقة تامة، ان القيمين على مركز التراث، والمتمثل بمديره الالمعي، الاستاذ محمود شنان، والهيئة الكريمة، يدركون ابعاد الدور والمسؤولية التي انيطت بهم، لاستقطاب كل القوى الفاعلة من اجل المتابعة في توثيق معالم التراث وصيانة الكيان، وسوف اعمل جاهدا لمساندة ودعم من يعمل لتوطيد اسس هذا المركز الرفيع، من خلال خدمتي في سلك التربية والتعليم، ليصبح المركز صرحا موئلا ومرجعا ورمزا من رموز الكرامة والاستمرارية، والعيش الكريم.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה