جبل الكرمل

يُعرف جبل الكرمل بأنّه امتداد شماليّ-غربيّ لسلسلة جبال السّامرة، يصل حتّى خليج مدينة حيفا، على البحر الأبيض المتوسّط، مُشكّلًا بارتفاعه الّذي يصل إلى 546 مترًا فوق سطح البحر مَعلَمًا جغرافيًّا على شكل مثلّث تحيطه سهول مرج ابن عامر، من الشّرق والشّمال، وسهل زبولون، من الشّمال، والسّهل السّاحليّ للكرمل، من الغرب، بينما تمتدّ هضاب منشّة جنوبًا. يتقدّم رأس الجبل الشّماليّ-الغربيّ ليشقّ طريقه نحو البحر الأبيض المتوسّط، فيطلّ عليه مباشرةً في مشهد طبيعيّ فريد يجمع بين الجبال والبحر. وتتنوّع تضاريس الكرمل بين القمم المرتفعة، السّفوح المنحدرة والأودية العميقة الّتي تقطع الجبل، ما يمنحه طابعًا طبيعيًّا ساحرًا وموقعًا استراتيجيًّا فريدًا. تضمّ هذه الأودية شبكات مائيّة موسميّة تُسهم في تنوُّع الغطاء النّباتيّ والحيوانيّ؛ إذ تعمل على تغذية الأرض بالمياه وتعزيز البيئة المحلّيّة.

أُطلق على جبل الكرمل، عبر العصور، أسماء عدّة تعكس مكانته التّاريخيّة والرّوحانيّة. الاسم “كرمل” مشتقّ من اللّغة الآراميّة: “كرم إيل” الّتي تعني “حديقة الله”، وهو تعبير يرمز إلى جمال الجبل وغناه الطّبيعيّ الّذي يجعله أشبه بجنّة خضراء. كما حمل الجبل اسم “جبل مار إلياس”، نسبةً إلى النّبيّ إلياس (إلياهو/ إيليّا) وهو شخصيّة مقدّسة ذات رمزيّة روحانيّة عميقة في الدّيانات السّماويّة، بما في ذلك العقيدة التّوحيديّة. وفي العصور الإسلاميّة، أُطلق على الجبل اسم “سعد الدّولة”، وهو ما أشار إليه ياقوت الحمويّ في معجم البلدان، حيث ورَد: “كِرْمِل: هو حصن على الجبل المشرِف على حيفا بسواحل بحر الشّام، وكان قديمًا في الإسلام يُعرف بمسجد سعد الدّولة”.[1] كما يُطلق على الكرمل، أحيانًا، اسم “جبل حيفا”، نظرًا لقُربه من مدينة حيفا وإشرافه عليها.

تجلّت أهمّيّة الكرمل، على مرّ التّاريخ، بوصفه موقعًا جغرافيًّا واستراتيجيًّا بارزًا، فقد كان ملاذًا للمضطهَدين، ومكانًا للاجتماع الرّوحانيّ (المتصوّفون والرّهبان الكرمليّين وغيرهم)،[2] وموطنًا للحياة البشريّة منذ أقدم العصور. شهدت كهوفه ومُغره الكثيرة اكتشافات أثريّة هامّة ألقت الضّوء على تطوُّر الإنسان البدائيّ وعلاقته ببيئته. ويمثّل الكرمل نقطة التقاء بين التّاريخ والطّبيعة، متميّزًا بجماله البيئيّ الغنيّ بالغابات الكثيفة والنّباتات البرّيّة، إلى جانب كونه شاهدًا على التّفاعل الإنسانيّ مع الطّبيعة عبر الأجيال. ولطالما شكّل هذا الجبل رمزًا ثقافيًّا وروحانيًّا عميقًا، ما جعله يغدو جزءًا لا يتجزّأ من تراث المنطقة وركيزة أساسيّة في الهويّة الثّقافيّة للشّعوب الّتي استوطنت سفوحه وأوديته.

يُعدّ الكرمل موطنًا لتنوُّع بيئيّ غنيّ، غاباته الدّائمة الخضرة تحتضن مجموعةً واسعةً من النّباتات والحيوانات والطّيور. تغطّي الغابات الكثيفة، من أشجار الصّنوبر والبلّوط، مساحات شاسعة من الجبل، وتتنوّع الأزهار والنّباتات البرّيّة، مثل: الزّعتر والميرميّة، ما يُضفي على المنطقة تنوّعًا نباتيًّا فريدًا. هذا الغطاء النّباتيّ الكثيف يوفّر موائل طبيعيّة لمجموعة متنوّعة من الحيوانات البرّيّة، بما في ذلك الثّعالب، الغزلان، الخنازير البرّيّة، والعديد من أنواع الطّيور، مثل: الحجل والنّسور. كما وتُظهر الدّراسات التّاريخيّة أنّ جبل الكرمل كان مأوًى للعديد من الحيوانات البرّيّة؛ ففي أرشيف دير مريم العذراء سيّدة جبل الكرمل، وُجدت دراسة من العقد الثّالث من القرن الميلاديّ العشرين تُشير إلى تنوُّع الحياة البرّيّة على الجبل، فقد كانت الثّعالب تنتشر في الغابات المحيطة بالدّير، فضلًا عن وجود الضّباع والخنازير البرّيّة والأفاعي الكبيرة. كما أشارت الدّراسة إلى وجود النّمور في الماضي، إلّا إنّها انقرضت منذ الحرب العالميّة الأولى. هذا التّنوّع البيئيّ يعكس الأهمّيّة البيولوجيّة والبيئيّة لجبل الكرمل، ويؤكّد على ضرورة الحفاظ على هذا التّراث الطّبيعيّ الفريد.

جيولوجيًّا، يتكوّن جبل الكرمل من صخور كلسيّة تعود إلى العصور الجوراسيّة والطّباشيريّة، الأمر الّذي يفسّر وفرة الكهوف الطّبيعيّة المنتشرة فيه. وتعدّ كهوف مثل مغارة السخول والطابون من أبرز المواقع الأثرية فيه، حيث كشفت الحفريات عن بقايا أحفورية للبشر تعود إلى العصر الحجري القديم، مما جعل الجبل محورًا مهمًا لدراسة تطور الإنسان وعلاقته بالبيئة المحيطة.

جيولوجيًّا، يُعدّ جبل الكرمل واحدًا من أبرز المعالم الطبيعية التي تعكس تعقيدًا فريدًا وتنوعًا بيئيًا لافتًا. تكويناته الصّخريّة تتميّز بسيادة الصّخور الكلسيّة والدّولوميتيّة الّتي تعود إلى الفترة الممتدّة من الحقبة الجيولوجيّة الثّانية إلى العصر الطّباشيريّ (الكريتاسيّ-السّينومانيّ-التّورونيّ)، بالإضافة إلى وجود بقع صغيرة متفرّقة من الصّخور البركانيّة الّتي تضيف طابعًا جيولوجيًّا متنوّعًا إلى المنطقة. وقد تعرّضت هذه الطّبقات الصّخريّة، عبر الزّمن، لعمليّات تشوُّه وتخلُّع كبيرة، بفعل الحركات التّكتونيّة الّتي شهدتها المنطقة، خلال الحقبة الجيولوجيّة الثّالثة، ما أدّى إلى نشوء شبكة معقّدة من الصّدوع، أبرزها صدع جنين-حيفا الّذي تسبّب في انحدار حادّ لواجهة الجبل المُطلّة على سهول مرج ابن عامر وعكّا-حيفا، ورفع الأجزاء الشّرقيّة على حساب الغربيّة، مانحًا المنطقة تضاريسها المميّزة.

وفي مستوى الظّواهر الطّبيعيّة، تنتشر في الجبل مظاهر كارستيّة وهي نِتاج طبيعة الصّخور الكّلسيّة والدّولوميتيّة، مثل: الخُفوس والمغاور الّتي تُعدّ شاهدًا على تاريخ المنطقة الجيولوجيّ؛ إذ تحتوي البعض منها على آثار تعود إلى عصور ما قبل التّاريخ. كما أنّ هذه الطّبيعة الكارستيّة تُسهم في تسرُّب مياه الأمطار إلى باطن الأرض، ما يحُدّ من وفرة الينابيع السّطحيّة. من النّاحية التّضاريسيّة، يتّسم جبل الكرمل بتنوّع لافت يتجلّى في الأودية الّتي تنقسم بين السّفوح المختلفة؛ إذ تتميّز الأودية الواقعة على السّفح الشّماليّ-الشّرقيّ بأنّها قصيرة ومستقيمة وقليلة الرّوافد، في حين تمتاز تلك الموجودة على السّفح الجنوبيّ-الغربيّ بطولها وتشعُّبها. وتتفاوت هذه الأودية من حيث عمقها واتساعها، فتكون عميقة وضيّقة في المناطق الكلسيّة والدّولوميتيّة، بينما تتّسم بالعرض والجوانب المنخفضة في المناطق البركانيّة، ما يضيف مزيدًا من التّعقيد الطّبيعيّ إلى هذه المنطقة المدهشة.

كما يُعدّ جبل الكرمل من أبرز المواقع الأثريّة في الشّرق الأوسط، وتُبرز الاكتشافات الّتي أُجريت فيه حقيقة كونه موطنًا للإنسان القديم على مدى 500 ألف عام تقريبًا، ما يجعله موقعًا ذا أهمّيّة علميّة عظيمة لدراسة تطوُّر البشريّة. تكشف كهوف الكرمل الكثيرة عن مراحل تطوُّر الإنسان البدائيّ، وعلاقته بالبيئة المحيطة به، وذلك من خلال الحفريات الّتي تدلّ على بقايا هياكل عظمية تعود لكلّ من إنسان النّياندرتال والإنسان العاقل، إضافةً إلى أدوات حجريّة تُشير إلى تطوُّر مهارات الإنسان التّقنيّة والثّقافيّة في تلك الفترة. هكذا، تتجلّى أهمّيّة هذا الموقع في كونه حلقة وصل بين العصور القديمة وفهمنا الحاليّ لتطوُّر الأنواع البشريّة والثّقافات الإنسانيّة.

في هذا السّياق، يأتي كتاب The Stone Age of Mount Carmel ليشكّل مصدرًا هامًّا لدراسة تاريخ جبل الكرمل، من حيث أنّه يقدّم تحليلًا علميًّا معمّقًا لبقايا الإنسان القديم الّتي اكتُشفت في كهوف المنطقة، مثل: مغارة السّخول ومغارة الطّابون ومغارة الواد. يستعرض الكتاب نتائج البعثة المشتركة بين المدرسة البريطانيّة للآثار في القدس والمدرسة الأمريكيّة لأبحاث ما قبل التّاريخ (1929-1934)، ويوفر وصفًا دقيقًا للبقايا الأحفورية البشريّة، بما في ذلك الهياكل العظميّة والجماجم، إلى جانب الأدوات الحجريّة الّتي تعود إلى العصر الحجريّ القديم الوسيط. كما يعكس الكتاب أهمّيّة جبل الكرمل بوصفه موقعًا أثريًّا رئيسًا أسهم في فهم تطوّر الإنسان البدائيّ وخصائصه البيولوجيّة والثّقافيّة.[3]

كذلك تشكّل أعمال الباحثين Dorothea Bate و-T.D. McCown و-Sir Arthur Keith مصادر أساسيّة لفهم تاريخ جبل الكرمل الأثريّ والبيولوجيّ. ركّزت Dorothea Bate على دراسة الحيوانات الأحفوريّة الّتي اكتُشفت في مغارتَي السّخول والطّابون، مسلّطة الضّوء على السّياق البيئيّ الّذي عاش فيه الإنسان القديم. أمّا T.D. McCown فقد قاد أعمال التّنقيب في مغارة السّخول خلال الفترة 1931-1937 م.، موثّقًا بقايا أحفوريّة هامّة للبشر من العصر الحجريّ القديم الوسيط، وقدّم رؤية معمَّقة للعلاقات الأنثروبولوجيّة بين الأنواع البشريّة. وقد أضاف Sir Arthur Keith بُعدًا جديدًا من خلال أبحاثه التّشريحيّة الّتي قارنت بين أحافير جبل الكرمل وأحفوريّات أُخرى من مناطق متعدّدة، ما أسهم في رسم صورة شاملة عن تطوُّر الإنسان في المنطقة.

إلى جانب طبيعته الخلّابة وتنوّعه البيئيّ والجيولوجيّ الغنيّ، يحتلّ جبل الكرمل مكانة خاصّة في تاريخ الموحّدين الدّروز وثقافتهم؛ فقد كان رمزًا للأصالة والتّراث ومأوى آمنًا استوعب أجيال منهم، عبر السّنين. بطبيعته الوعرة وغاباته الكثيفة، وفّر الجبل حماية طبيعيّة لسكّانه خلال أوقات امتلأت بالتّحدّيات، وفي أوديته وقراه الصّغيرة أسّسوا مجتمعًا متماسكًا نسج علاقة وثيقة مع الأرض، متجذّرًا في طبيعته وماضيه. يُعدّ استيطان الدّروز في قريتَي عسفيا ودالية الكرمل من أبرز الشّواهد على هذا التّفاعل الوثيق مع الجبل، فقد أصبحت القريتان مركزَين للحياة الاجتماعيّة والثّقافيّة والاقتصاديّة للموحّدين الدّروز في المنطقة. تحتفظ القريتان بمعالم تاريخيّة وثقافيّة، وقد شكّلتا ملاذًا للعديد من العائلات الدّرزيّة الّتي استوطنت الجبل على مرّ العصور. فضلًا عن ذلك، فإنّ وجود “الخِرَب” أو القرى المهجورة المحيطة بهما يُظهر البصمة التّاريخية للدّروز في هذا الجزء من البلاد.

إلى جانب الاستيطان، يضمّ جبل الكرمل أماكن مقدّسة ذات أهمّيّة روحانيّة عميقة لدى الموحّدين الدّروز، من أبرزها مقام سيّدنا أبي إبراهيم، عليه السّلام، في دالية الكرمل، الّذي يُعدّ موقعًا دينيًّا أساسيًّا للتّأمّل والصّلاة، ومقام سيّدنا أبي عبدالله، عليه السّلام، في عسفيا. إضافةً إلى مغارة إيليّا أو مغارة الخضر الواقعة على المنحدرات الغربيّة لجبل الكرمل، بالقرب من حيفا، ويُعتقد أنّها هي المغارة نفسها الّتي يرِد ذِكرها في كتب اليهود المقدّسة، وتقع على ارتفاع 40 مترًا عن سطح البحر. كما تُزيّن الجبل العديد من المواقع المرتبطة بالتّقاليد الرّوحانية للدّروز، ما يُضفي عليه طابعًا خاصًّا يتمازج فيه التّراث الطّبيعيّ مع الرّوحانيّات.

لم يكن جبل الكرمل ملاذًا للدّروز فقط، لكنّه كان ملجأً للمضطهَدين في مختلف العصور الغابرة. ففي وقت مُبكِر من التّاريخ المسيحيّ، لجأ إليه المسيحيّون الأوائل هربًا من اضطهاد اليهود والرّومان، وأقاموا على أرضه كنيسة وديرًا، ما أضفى عليه طابعًا روحانيًّا وثقافيًّا فريدًا. وهكذا، يظلّ جبل الكرمل شاهدًا على تعايش الثّقافات والمعتقدات، ومَعلمًا طبيعيًّا وروحانيًّا يعكس قوّة العلاقة بين الإنسان والأرض.

_________________________________________________

[1] ياقوت الحموي، معجم البلدان (ط. 2؛ بيروت: دار صادر، 1995)، ج. 4، ص. 156.

[2] Encyclopaedia Britannica. “Carmelites” (Britannica. Accessed January 27, 2025).

 https://www.britannica.com/topic/Carmelites.

[3] Garrod, D. A. E., and T. D. McCown, The Stone Age of Mount Carmel: Report of the Joint Expedition of the British School of Archaeology in Jerusalem and the American School of Prehistoric Research, 1929-1934 (Oxford: Clarendon Press, 1937-1939).

* * *

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. الحمويّ، ياقوت. معجم البلدان. ط. 2؛ بيروت: دار صادر، 1995.
  2. الدّبّاغ، مصطفى مراد. بلادنا فلسطين. ط.2؛ ج. 7، ق. 2، بيروت: دار صادر، 1974.
  3. أبو ركن، جبر. “الكرمل… الجبل الأخضر والتّوحيديّ”، نهج الميثاق، ع. 1، كانون ثانٍ 2020، ص. 86-96.
  4. عطا حلبي، الدّالية، ذاكرة بلد. جدل، دالية الكرمل، 2021، ص. 67-68.
  5. مولنين، جراف. مساهمات في معرفة جبل الكرمل. ترجمة: د. طروب الخيّاط، د. محمود السّلمان، د. م.: د.ن، 2020.
  6. גרייבר, יגאל. “חלוצים על הכרמל – ההתיישבות ביערות הכרמל”. חיפה, גיליון 17, נובמבר 2019.
  7. דר, שמעון. ישובים כפריים על הכרמל בעת העתיקה. מסת”ב, ירושלים, 2012.
  8. Bate, D. M. A. “Studies on Fossil Fauna from the Wady Mughara Caves, Mount Carmel”. In The Stone Age of Mount Carmel, edited by D. A. E. Garrod and T. D. McCown, XX-XX. Oxford: Clarendon Press, 1937-1939.
  9. Coopersmith, H. “Geology and Exploration of Gem Deposits at Mt. Carmel, Northern Israel”. GSA Conference Abstracts. 2014.
  10. Garrod, D. A. E., and T. D. McCown. The Stone Age of Mount Carmel: Report of the Joint Expedition of the British School of Archaeology in Jerusalem and the American School of Prehistoric Research, 1929-1934. Oxford: Clarendon Press, 1937-1939.
  11. Keith, A. “Anatomical Analysis of Mount Carmel Fossils and Their Evolutionary Context”. In The Stone Age of Mount Carmel, edited by D. A. E. Garrod and T. D. McCown, XX-XX. Oxford: Clarendon Press, 1937-1939.
  12. McCown, T. D. “Excavations and Analysis of Human Remains from the Skhul Cave, Mount Carmel”. In The Stone Age of Mount Carmel, edited by D. A. E. Garrod and T. D. McCown, XX-XX. Oxford: Clarendon Press, 1937-1939.
  13. Oliphant, Laurence. “Life in a Druze Village”. Blackwood’s Edinburgh Magazine, December 1884.
  14. Segev, A.; E. Sass. “Geology of Mount Carmel – Completion of the Haifa Region”. ResearchGate. 2014.
  15. University of Haifa. “The Landscapes of Mt. Carmel: A Remarkable Record of Geological and Human History”. Accessed January 27, 2025. Link.
  16. Zilberman, Ezra, et al. “The Evolution of the Northern Shutter Ridge, Mt. Carmel, and Its Implications on the Tectonic Activity along the Yagur Fault”. Geological Survey of Israel. 2011.
  17. Encyclopaedia Britannica. “Carmelites”. Britannica. Accessed January 27, 2025. Link.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה