زيد الأطرش “أبو غالب”؛ شاعر شعبيّ لُقّب بـِ-“فارس السّيف والقلم”، وواحد من الأبطال البارزين في أُسرة الأطرش. والدُه ذوقان الأطرش، وشقيقُه الأكبر سلطان باشا، قائد الثّورة السّوريّة الكبرى.
وُلد في القْرَيّا، عام 1900 م.، واكتسب العِلم في مدارس الجبل فأتقن القراءة والكتابة. نشأ زيد ونَهَل من مَعين أخيه الأكبر، السّلطان، الّذي هيّأه لمَهامّ ومسؤوليّات كبيرة في إدارة المعارك ورسْم الخطط. وإنّه من أصحاب الفكر الّذين خبِروا الحياة من خلال تنقُّله بين مناطق الجبل واحتكاكه بأهلها، بشكل خاصّ، وبأهل عشائر سورية ولُبنان عامّةً. أمّا زيد الشّاعر فلَم تغِب أيّة مناسبة وطنيّة أو قوميّة عن ذاكرته، فكان يفيض بغزير شِعره أيّام الثّورة، حتّى نادى به شُعراء الجبل ولقّبوه بـِ-“شاعر الجبل”، فكانوا يتغنّون به، يُساجلونه ويُراسلونه، ويهدونه قصائدهم.
كان زيد الأطرش شخصيّة حاضرة في تاريخ سورية، كتب عنه الباحث حسن القيسيّ نصر في عدد من مؤلّفاته، جاء على لسانه في واحد منها: “عام 1925 كان حاسمًا حيث قاد معركة “حاصبيّا” في لبنان وكان على رأس 1500 محارب بعد المشاركة في معارك “الغوطة”، ومعركة “راشيّا”، وكانت أيامًا قاسية على المجاهدين، ظهر فيها زيد الأطرش كناطق باسم قائد الثّورة وأثار اهتمام العديد من الكُتّاب وكانت له مواقف سُجّلت من خلال أشعاره الّتي ارتبطت بالتّاريخ ارتباطًا وثيقًا”.
ومن المؤلّفات التي تناولت شخصيّته مؤلّف بعنوان زيد الأطرش شاعر السّيف والقلم، جمع فيه صاحبه عطا الله الزّاقوت تفاصيل وقصائد عبّرت عن حياة هذه الشّخصيّة، وورد فيه: “وُلد في بلدة القريّا عام 1904 الّتي تفيض الحناجر بعبق الماضي لتحكي تفاصيل الزّمن الجميل وكيف اقتدى بالسّيف والفكر، حيث شغل وظيفة مدير ناحية القريّا قُبيل قيام الثّورة السّوريّة الكبرى عام 1925 الّتي قادها شقيقه فانضوى تحت لواء الثّورة، وقد كان معه في ثورته الأولى على الفرنسيّين عام 1922، خاض معركة “تلّ الحديد” مع المُصفّحات الفرنسيّة الّتي قدمت من دمشق ودمّر المجاهدون إحداها وطاردها المجاهدون ومنهم زيد الأطرش على خيولهم إلى سهل حوران”.
رافق زيد أخاه السّلطان في منفاه، في الأردنّ، وكان في طليعة المجاهدين في معركة “الكفر”؛ أولى معارك الثّورة، وأثبت بسالته في معارك: “المزرعة”، “المسيفرة” وَ-“اللجاة”. وبعد ثلاثة أحكام بالإعدام من قِبل الدّولة المستعمِرة عاد إلى وطنه بعَفْو عامّ، عام 1936 م.، وبعد انتخابه نائبًا في البرلمان السّوريّ تابع نضاله السّياسيّ، ودخل سِلك الدّرك السّوريّ عام 1942 م.، فشغل منصب قائد كتيبة برُتبة عقيد، ثمّ تحوّل إلى الشّرطة المدنيّة وتقاعد منها برُتبة لواء. عام 1996 م. انتهت رحلة حياته، وبقيت سيرته مَثار اعتزاز وفخر.
أبيات في الثّورة السّوريّة الكبرى للشّاعر زيد ذوقان الأطرش:
“يا ديرتي ما لِك علينا لوم لا تعتبي لومك على من خان
حنّا روينا سيوفنا من القوم ما نرخّصك مثل العدوّ بأثمان
لا بد ما تذهب ليالي الشّوم وتعتزّ صربة قادها سلطان
وإن ما تعدل حقنا المهضوم يا ديرتي ماحنا لِك سكّان”
***
للاستزادة والتّوسُّع:
- الأطرش، ريم منصور سلطان. المذكّرات الحقيقيّة لِسلطان باشا الأطرش القائد العامّ للثّورة السّوريّة الكبرى. بيروت: دار أبعاد للطّباعة والنّشر، ج. 1، 2021.
- البعيني، حسن أمين. جبل العرب صفحات من تاريخ الموحّدين الدّروز. لبنان: دار النّهار للنّشر، 1985.
- البعيني، حسن أمين. سلطان باشا الأطرش والثّورة السّوريّة الكبرى، د. م.: مؤسّسة التّراث الدّرزيّ، 2008.
- الجندي، أدهم. تحفة الزّمن بترتيب تراجم أعلام الأدب والفنّ. د. م.: دار المقتبس، مج. 2، 2015، ص. 285-289.
- سعد ماضي، أمل. “مذكّرات الوفد الدّرزيّ في شفاعمرو”، العمامة 161 (آذار 2022): https://al-amama.com/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B2%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88/
- موقع سلطان باشا الأطرش الإلكترونيّ: https://www.sultanalattrache.org