عُبيد الله المهديّ

عُبيد الله المهديّ، المعروف، وَفق البعض من المصادر، بلقب “سعيد الخير”؛ هو الإمام الحادي عشر من أئمّة الشّيعة الإسماعيليّة “المستورين”، ومؤسّس السّلالة الفاطميّة الّتي لعبت دورًا محوريًّا في تاريخ الشّرق والغرب الإسلاميّ على مدى قرنَين ونصف القرن من الزّمن. امتدّت خلافته خمسة وعشرين عامًا في المدّة بين 297-322 للهجرة (909-934 م.)، ما جعله شخصيّة مركزيّة في سجلّ الدّعوة الفاطميّة، وإن لم تلقَ الشّهرة الّتي حظي بها غيره من العظماء.

وُلد عام 259 هـ.[1] أو 260 هـ.[2] / 873 م. أو 874 م. في مدينة سلميّة، في سورية، وقد كانت آنذاك مقرًّا مركزيًّا لقيادة الدّعوة الإسماعيليّة. نشأ في بيت اتّسم بالعِلم والأدب والثّقافة، ما أسهم في تكوين شخصيّته القياديّة والفكريّة. وقد وصفه عارف تامر، في الموسوعة التّاريخيّة للخلفاء الفاطميّين، بسليل الأُسرة الّتي وضعت سطور أوّل موسوعة فلسفيّة عربيّة؛ ويقصد بها رسائل إخوان الصّفاء وخلّان الوفاء. ومع ذلك، يحيط ستار السّرّيّة الكثيف بكلّ ما يتعلّق بحياة الأئمّة المستورين، بما في ذلك طفولة عبيد الله ونشأته، الأمر الّذي أسهم في شحّ المعلومات الموثوقة عنه.

عُبيد الله المهديّ لم يكن مجرّد مؤسّس للدّولة الفاطميّة وقائد سياسيّ بارز، بل تجلّى في شخصيّته بُعد ثقافيّ وفكريّ عميق انعكس في إسهاماته المعرفيّة وقيادته الفكريّة. نشأ المهديّ في بيئة علميّة وثقافيّة ثريّة، في مدينة سلميّة، مركز الدّعوة آنذاك، ما ساعده في اكتساب معارف واسعة في مجالات متعدّدة. كان ملمًّا بالعلوم المعروفة في عصره، من الأدب والفلسفة إلى التّاريخ والفقه، ما جعله شخصيّة موسوعيّة بامتياز. يُذكر في كتابات المؤرّخين الإسماعيليّين أنّ المهديّ كان يتمتّع بفكر متّقد وثقافة عُليا أهّلته ليكون ليس إمامًا دينيًّا فقط، بل قائدًا فكريًّا استثنائيًّا أيضًا. أظهرت قدراته القياديّة فهمًا عميقًا للواقع الاجتماعيّ والسّياسيّ والدّينيّ، وقد انعكس ذلك في قدرته على توحيد أتباعه وترسيخ عقائدهم، وكذلك في تأسيس دولة استمرّت لأكثر من قرنَين. كان شغفه بالأدب والفكر واحدًا من الأسباب الّتي دفعت الدّعاة الإسماعيليّين إلى رؤية إمامته فترة ازدهار ثقافيّ؛ إذ سعى إلى تعزيز المبادئ الفكريّة للعقيدة الإسماعيليّة وربطها بجوانب فلسفيّة وروحانيّة أعمق. يُعتقد أنّ عُبيد الله المهديّ لم يكن مجرّد متلقٍّ للعِلم، لكنّه كان مُسهمًا فاعلًا في نشر الفكر الإسماعيليّ وصياغة الخطاب الفكريّ الّذي ميّز دولته عن غيرها، ما جعله شخصيّة مركزيّة في تراث الإسلام الثّقافيّ والفكريّ.

تتّسم المصادر التّاريخيّة بالكثير من الغموض والاختلاف عند تناول نسب أئمّة الإسماعيليّة وأسمائهم. وقد انعكس هذا الغموض في تحديد اسم والد عبيد الله المهديّ؛ إذ وردت روايات متباينة؛ فالبعض منها يُشير إلى أنّ اسمه أحمد، وأُخرى تذكر أنّه محمّد، في حين تُرجّح روايات أُخرى أنّه الحسين بن أحمد.

ومن بين أبرز القضايا الجدليّة الّتي أُثيرت حول عُبيد الله المهديّ ونسبه وثيقة شهيرة صدرت في عام 1011 م.، في بغداد، بأمر من الخليفة العبّاسيّ، وجاءت مدعومة بتوقيعات علماء من أهل السّنّة والبعض من المعارضين للفاطميّين من الشّيعة. تدّعي هذه الوثيقة أنّ نسب عبيد الله المهديّ لا يعود إلى فاطمة الزّهراء، عليها السّلام، لكنّه مرتبط بشخصيّة غامضة تُدعى “ديصان”، وهو اتّهام يُضعف شرعيّة الفاطميّين الدّينيّة والسّياسيّة الّتي تأسّست على ادعائهم النّسبَ العلويّ، من خلال الحسين بن عليّ. تأتي هذه الوثيقة في سياق تاريخيّ يتّسم بالصّراع العبّاسيّ-الفاطميّ؛ إذ سعى العباسيّون بالوسائل كافّةً، إلى تقويض النّفوذ الفاطميّ المتصاعد في مصر وشمال إفريقيا والشّام. ومع أنّ الوثيقة كانت مدعومة بشهادات البعض من العلماء تحت تأثير السُّلطة العبّاسيّة، فقد واجهت رفضًا قاطعًا من قِبل الفاطميّين وأنصارهم الّذين عدّوها جزءًا من الحرب الدّعائيّة العبّاسيّة ضدّهم. ومع ذلك، يبقى غياب الأدلّة التّاريخيّة القاطعة والشّواهد الجينيّة الّتي تدعم مزاعم الوثيقة نقطة ضعف رئيسة، ما دفع المؤرّخين المعاصرين إلى التّشكيك في مصداقيّتها ورؤيتها كأداة سياسيّة أكثر من كونها حقيقة تاريخيّة. ذلك لا ينفي حقيقة أنّ الوثيقة أثّرت بشكل كبير في النّقاشات التّاريخيّة حول نسب الفاطميّين؛ إذ تبنّاها البعض من المؤرّخين، مثل: ابن حزم الأندلسيّ والسّيوطيّ اللّذين أنكروا نسب عبيد الله المهديّ إلى آل البيت، في حين رأى آخرون، مثل: ابن خلدون، أنّ المسألة لا تخلو من التّعقيد والغموض، مُشيرين إلى أنّ التّشكيك في النّسب كان امتدادًا للصّراع السّياسيّ والدّينيّ بين العبّاسيّين والفاطميّين. وهكذا، تبقى هذه الوثيقة مثالًا واضحًا على كيفيّة استخدام النّسب والدّين وسيلةً لتعزيز الهيمنة السّياسيّة في التّاريخ الإسلاميّ.

في عام 905 م. (292 هـ.)، انطلق عُبيد الله المهديّ في رحلته التّاريخيّة من مدينة سلميّة، في بلاد الشّام في اتّجاه المغرب، استجابةً لتطوّرات استراتيجيّة في الدّعوة الإسماعيليّة. جاءت هذه الخطوة بناءً على نصائح أتباعه بضرورة مغادرة سلميّة إلى منطقة أكثر أمنًا، إثر نجاح داعيته، أبي عبد الله الشّيعيّ، في كسب تأييد قبائل كتامة البربريّة، في المغرب، الّتي أصبحت قاعدة أساسيّة للدّعوة. سلك المهديّ طريقه متخفّيًا في زيّ تاجر، متّخذًا من التّنكّر وسيلة لحماية تحرّكاته من أعيُن السُّلطات العبّاسيّة الّتي كانت تراقب نشاط الدّعوة الإسماعيليّة.

عند وصوله إلى سجلماسة، وهي واحة استراتيجيّة في أعماق المغرب الأقصى، حاول عُبيد الله الاستقرار بسرّيّة، إلّا أنّ أمره كُشف من قِبل أمير سجلماسة، اليسع بن مدرار، الّذي اعتقله وابنه، أبا القاسم، واحتجزهما في السّجن. خلال فترة احتجازهما، استمرّت الدّعوة الإسماعيليّة في التّقدّم تحت قيادة أبي عبد الله الشّيعيّ الّذي استطاع القضاء على دولة الأغالبة، ما أتاح له التّوجّه إلى سجلماسة لتحرير الإمام وابنه، مُستعيدًا بذلك القيادة المركزيّة للدّعوة.

وبعد إطلاق سراحه، انتقل عُبيد الله المهديّ إلى مدينة رقادة، حيث قوبل بترحيب كبير من سكّان القيروان ورقادة الّذين رأوا فيه قائدًا جديدًا يُعيد تشكيل واقعهم السّياسيّ والدّينيّ. وفي خطبة الجمعة التّالية لوصوله، أُعلن رسميًّا قيامُ الدّولة الفاطميّة، من خلال ذِكر اسمه في الدّعاء على المنابر، إيذانًا ببداية عهد جديد. شكّلت هذه الرّحلة الملحميّة علامة فارقة في تاريخ الدّعوة الإسماعيليّة؛ إذ نقلتها من حركة سرّيّة محدودة إلى دولة مؤسّسيّة استطاعت بسط نفوذها على مناطق واسعة من شمال إفريقيا، وأسهمت في صياغة ملامح المشهد السّياسيّ والثّقافيّ الإسلاميّ لقرون لاحقة.

تنظيم النّظم الإداريّة والدّواوين في عهد عُبيد الله المهديّ

شهد عهد عُبيد الله المهديّ، مؤسّس الدّولة الفاطميّة، تحوُّلًا نوعيًّا في بناء المؤسّسات الإداريّة الّتي أسّست لهيكل إداريّ متين لدولته النّاشئة. أدرك المهديّ أنّ نجاح الدّولة الفاطميّة لا يعتمد على ترسيخ العقيدة والدّعوة الإسماعيليّة فقط، بل يتطلّب، أيضًا، إنشاء نظام إداريّ قوّي قادر على مواجهة التّحدّيات وضمان استمراريّة الحكم. لتحقيق ذلك، وضع المهديّ أُسسًا متطوّرة شملت دواوين مركزيّة ووَحدات إداريّة إقليميّة مدعومة بنظام ماليّ وعسكريّ فعّال.

كانت الدّواوين المركزيّة العمود الفقريّ لإدارة الدّولة؛ إذ صُمّمت لتغطية الجوانب الإداريّة والماليّة والعسكريّة كافّةً. شملت هذه الدّواوين “ديوان الرّسائل” الّذي تولّى إدارة المراسلات الرّسميّة بين الخليفة والمسؤولين في الأقاليم وإصدار الأوامر السّلطانيّة، و-“ديوان الإنشاء” الّذي اهتمّ بصياغة الخطابات والوثائق الرّسميّة، وديوان الخراج الّذي نظّم الموارد الماليّة من خلال الضّرائب والزّكاة وضمان تحصيلها بطريقة منهجيّة. كما أنشأ “ديوان الجند” لإدارة شؤون الجيش، بما في ذلك تنظيم رواتب الجنود وتسليحهم وضمان جاهزيّة القوّات للدّفاع عن الدّولة وتوسيع نفوذها.

في إطار الإدارة الإقليميّة، قسّم المهديّ الدّولة إلى وَحدات إداريّة، عُرفت بالأقاليم، وقد أشرف على كلّ منها والٍ يعمل تحت توجيهات السُّلطة المركزيّة. لتعزيز كفاءة الإدارة، أنشأ المهديّ شبكة اتّصال قويّة بين المركز والأقاليم لضمان تنفيذ السّياسات ومتابعة الأوضاع. اعتمد في تعيين المسؤولين الإداريّين على الكفاءة والولاء للدّعوة الإسماعيليّة، ذلك عزّز استقرار الجهاز الإداريّ. شملت هذه التّعيينات مناصب القضاء والإدارة الماليّة وإدارة الموارد الطّبيعيّة، ما أسهم في تحقيق فاعليّة الإدارة وتوحيد الجهود ضمن إطار الدّولة.

كان النّظام الماليّ للدّولة الفاطميّة منظّمًا بدقّة لضمان استقرار الموارد. اعتمد المهديّ على تنظيم الضّرائب والزّكاة وإدارة الموارد الزّراعيّة، مع التّركيز على تنمية الاقتصاد المحلّيّ في الأقاليم الخاضعة لسيطرته. كما أعطى اهتمامًا خاصًّا للجانب العسكريّ، فأنشأ جيشًا متعدّد الأعراق يعتمد على الولاء للدّولة، مستخدمًا ديوان الجند لضمان إدارة فعّالة للقوّات العسكريّة الّتي لعبت دورًا حيويًّا في حماية حدود الدّولة وتوسيعها.

في المجال القانونيّ، استحدث المهديّ قوانين ونُظمًا تتماشى مع الفقه الإسماعيليّ لضمان اتّساق الأحكام مع مبادئ الدّولة. عزّز دور القضاة وسعى إلى توفير بيئة قانونيّة عادلة ومستقرّة تدعم استقرار المجتمع وتماسكه. كان لهذه الإصلاحات الإداريّة والقانونيّة أثر عميق في تعزيز مركزيّة الدّولة؛ إذ ساعدت في توحيد الأقاليم المختلفة تحت سُلطة مركزيّة قويّة وضمان استمراريّة الحُكم، مع التّحدّيات كلّها.

كانت جهود عُبيد الله المهديّ في بناء النُّظم الإداريّة والدّواوين حجر الزّاوية في نجاح الدّولة الفاطميّة. لقد أسهمت هذه النُّظم في تحويل الدّولة الفاطميّة إلى قوّة سياسيّة واقتصاديّة مؤثّرة في التّاريخ الإسلاميّ، ما مكّنها من ترك بصمة دائمة في المشهد الحضاريّ والسّياسيّ لعقود طويلة.

هكذا، أسّس عبيد الله المهديّ دولة غيّرت معادلات القوى في العالم الإسلاميّ، وأرست أُسس حُكم امتدّ تأثيره سياسيًّا وثقافيًّا ودينيًّا لقرون لاحقة، مخلّفًا إرثًا حضاريًّا وثقافيًّا لم يزل يُذكر في سجلّ التّاريخ الإسلاميّ.

عُبيد الله المهديّ، مؤسّس الدّولة الفاطميّة، شخصيّة مركزيّة أثّرت في تطوُّر الفكر التّوحيديّ الإسماعيليّ، الّذي يُعدّ أصلًا فكريًّا وروحانيًّا للعقيدة الدّرزيّة. وَفقًا لدراسات تاريخيّة، مثل: موسوعة معجم التّاريخ الإسماعيليّ، لفرهارد دفتري، فقد كانت الدّعوة الفاطميّة حجر الأساس لظهور المدارس الفكريّة الإسماعيليّة المتفرّعة الّتي أسهمت لاحقًا في تشكيل معالم الفكر الدّينيّ للطّائفة الدّرزيّة في بلاد الشّام. كما يشير طقّوش في كتابه تاريخ الفاطميّين إلى أنّ انتقال الدّعوة الإسماعيليّة من السِّرّيّة إلى العلنيّة، تحت قيادة المهديّ، أدّى إلى تعزيز الأفكار التّوحيديّة الّتي أضحت جزءًا أساسيًّا من العقيدة التّوحيديّة-الدّرزيّة.

توفّي عبيد الله المهديّ ليلة الثّلاثاء، منتصف ربيع الأوّل عام 322 للهجرة (934 م.)، بعد فترة حُكم استمرّت حوالي 25 عامًا، في المهديّة حيث دُفن، وقد ناهز عمره الثّالثة والسّتين.

___________________________________________

[1] المقريزيّ، اتّعاظ الحنفا، ج. 1، ص. 73؛ الزّركلي، خير الدّين، الأعلام، ط. 15، دار العلم للملايين، بيروت، د. ت.، ج. 4، ص. 194؛

[2] ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج. 3، ص. 117.

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. بيضون، إبراهيم. الفاطميّون: قراءة مختلفة في تاريخ ملتبس. بيروت: دار المؤلّف العربيّ، 2013، ص. 48.
  2. تامر، عارف. الموسوعة التّاريخيّة للخلفاء الفاطميّين. ط. 2؛ عكّا: مكتبة ومطبعة السّروجي، ج. 1، 1981.
  3. حسن، إبراهيم حسن؛ شرف، طه أحمد. عبيد الله المهديّ: إمام الشّيعة الإسماعيليّة ومؤسّس الدّولة الفاطميّة في بلاد المغرب. القاهرة: مكتبة النّهضة المصريّة، 1947.
  4. حسن، حسن إبراهيم. تاريخ الدّولة الفاطميّة في المغرب، ومصر، وسورية، وبلاد العرب. ط. 2؛ القاهرة: مكتبة النّهضة المصريّة، 1958.
  5. الزّركليّ، خير الدّين. الأعلام. ط. 15؛ بيروت: دار العلم للملايين، ج. 4، 2002، ص. 197.
  6. دفتري، فرهارد. معجم التّاريخ الإسماعيليّ. ترجمة: سيف الدّين القصير. بيروت: دار السّاقي، 2016، ص. 267.
  7. دوساسي، م. لو. بوس سيلفستر. مدخل إلى ديانة الدّروز. دمشق: الدّار الوطنيّة الجديدة، مج. 1، 2011، 139.
  8. الطّاهر، طه حسين. الفاطميّون في مصر: دراسات في تاريخ الدّولة والمجتمع. القاهرة: دار المعارف، 1981.
  9. طقّوش، محمّد سهيل. تاريخ الفاطميّين في شمالي إفريقية ومصر وبلاد الشّام. بيروت: دار النّقّاش، 2001.
  10. المقريزيّ، تقيّ الدّين. اتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمّة الفاطميّين الخلفا. تحقيق: جمال الدّين الشّيّال. القاهرة: دار الفكر العربيّ، 1967.
  11. النّجّار، عبدالله. مذهب الدّروز والتّوحيد. د. م.: دار المعارف بمصر، 1965. ص. 98.
  12. نصّار، حسام عليّ. الصّفحة المرئيّة للدّعوة الفاطميّة التّوحيديّة: من المغرب الأقصى إلى بلاد الشّام. ط. 2؛ د. م.: د. ن.، 2016.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה