كتاب “مشيخة عقل الموحّدين (الدّروز) في لبنان وسورية وفلسطين؛ تاريخها وتطوّرها من الأعراف إلى التّنظيم”؛ د. حسن أمين البعيني

كتاب “مشيخة عقل الموحّدين (الدّروز) في لبنان وسورية وفلسطين؛ تاريخها وتطوّرها من الأعراف إلى التّنظيم”؛ د. حسن أمين البعيني

كتاب مشيخة عقل الموحّدين (الدّروز) في لبنان وسورية وفلسطين؛ تاريخها وتطوّرها من الأعراف إلى التّنظيم، للمؤرّخ اللّبنانيّ د. حسن أمين البعينيّ، هو بحث موضوعيّ شامل وموسّع، كما وصفه مؤلّفه، يتناول اصطلاح الرّئاسة الرّوحيّة عند الموحّدين الدّروز، في لبنان وسورية وفلسطين، منذ نشوئه بوصفه امتدادًا روحانيًّا-تاريخيًّا لفكرة “الإمامة” الّتي تعدّ مبدأ أساس يقوم عليه مذهب التّوحيد، ويعالج تاريخ الإمامة بتسمياتها المختلفة الّتي عُرفت بها، وآخرها “مشيخة العقل”؛ موضوع هذا الكتاب، الّتي ترمز إلى كيان الموحّدين وشخصيّتهم المعنويّة بين بقيّة الطّوائف.

وُلد د. أمين حسن البعيني عام 1939 م. في قرية مزرعة الشّوف، قضاء الشّوف، في محافظة جبل لبنان، درس في المدرسة الرّسميّة التّكميليّة في عمّاطور، ثمّ التحق بثانويّة البِرّ والإحسان الرّسميّة ثمّ بدار المعلّمين، وكان بين الطّلّاب المتفوّقين، وأكمل دراسته العليا وعُيّن مدرّسًا في مدرسة مسقط رأسه، مزرعة الشّوف، الّتي أصبح مديرها لاحقًا. درس في كلّيّة الحقوق والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللّبنانيّة، ثمّ انتقل إلى كلّيّة العلوم السّياسيّة والإداريّة ونال إجازة فيها. ثمّ التحق بكلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، قسم التّاريخ، في الجامعة اللّبنانيّة، أيضًا، ونال إجازة في التّاريخ عام 1975 م.، وتابع بعدها دراسته في قسم الدّراسات العليا، ونال شهادة الماجستير في التّاريخ عن موضوعه “جبل العرب”، عام 1982 م.، واستمرّ في البحث والدّراسة حتّى حصل على شهادة دكتوراه في التّاريخ عام 1991 م. وكان موضوع أطروحته “دروز سوريا ولبنان عهد الانتداب الفرنسيّ”. ألّف د. حسن البعيني العديد من الكتب، منها: جبل العرب “صفات من تاريخ الموحّدين الدروز 1685-1927”، سلطان باشا الأطرش مسيرة قائد في تاريخ أمّة، مختار مزرعة الشّوف يوسف علم الدّين البعيني 1898-1988، سلطان باشا الأطرش والثّورة السّوريّة الكبرى، دروز سورية في عهد الانتداب الفرنسيّ، وغيرها.

يشير المؤرّخ في مؤلّفه الّذي نحن في صدد الحديث عنه إلى شُحّ المصادر الّتي أدّت إلى قلّة الأبحاث حول المشيخة الدّينيّة، فقد عالجها الباحثون باختصار، أو بتناول مرحلة منها دون الأُخرى، أو بالتّطرّق إليها في واحدة من البلدان الثّلاثة القائمة فيها. لذلك بقيت الكثير من المسائل والموضوعات الّتي تدخل في هذا الاصطلاح غامضة، فكان من الضّروريّ سبر أغوارها بالبحث والتّدقيق. 

يأتي هذا الكتاب في أربعمائة واثنين وعشرين صفحة، يستهلّها د. البعيني بمقدّمة مقتضبة عن تسمية مشيخة العقل، واصطلاح “شيخ العقل” الّذي يتعدّى دوره المستوى الرّوحي إلى المستوى الزّمنيّ. ويلي هذه المقدّمة بابان؛ الأوّل بعنوان “جذور المشيخة وتاريخها” ويشتمل على أربعة فصول؛ الأوّل ينطلق من نقطة البداية، من جذور مذهب التّوحيد، ويبيّن الخطأ في تسمية الموحّدين بالدّروز، ثمّ يلقي الضّوء على الظّروف التّاريخيّة الّتي أحاطت هذا المذهب، ويتطرّق إلى عدّة مصطلحات روحانيّة: الإمام، الشّيخ، الشّيخ والقاضي، شيخ العقل وشيوخ البلدان. ويسرد الفصل الثّاني من الباب الأوّل المشيخة في لبنان حتّى أواسط القرن الثّامن عشر متطرّقًا إلى إمارات الموحّدين الدّروز في لبنان، وادي التّيم وجبل لبنان، ويذكر الشّيوخ السّابقين للأمير السّيّد، جمال الدّين عبدالله التّنّوخي، قدّس الله سرّه، ثمّ يتحدّث عن الأمير السّيّد بصفته شيخ العقل، وعن الشّيوخ من تلاميذه، معرّجًا على شيوخ وادي التّيم حتّى القرن الميلاديّ السّابع عشر، ويفرد للشّيخ الفاضل، رضي الله عنه، عنوانًا فيوجز سيرته وآدابه متطرّقًا إلى مسألة الإمامة. وفي الفصل الثّالث يحصر الكاتب موضوع مشيخة العقل في لبنان بين عامَي 1759-2006، فيذكر شيوخ العقل في الفترة المذكورة بشكل تاريخيّ ومنهجيّ، مختتمًا هذا الفصل بجدول يبيّن فيه أسماء شيوخ لبنان المُترجَم لهم. أمّا الفصل الرّابع والأخير فيتناول فيه المؤلّف تطوُّر مشيخة العقل أوّلًا في فلسطين وثانيًا في سورية، متطرّقًا إلى شيوخ العقل في البلدَين، وينتهي هذا الفصل بجدول يبيّن أسماء شيوخ جبل العرب.

يرد الباب الثّاني من هذا الكتاب بعنوان “مشيخة العقل في لبنان (الأزمات، التّنظيم، الوحدة)، فيتحدّث الكاتب في الفصل الأوّل منه عن أزمات انتخاب شيخ العقل حسب سنوات حدوث الأزمة، وعن أنظمة وقوانين سُنّت لانتخاب شيخ العقل متطرّقًا إلى مضامينها وإمكانيّة تطبيقها، ذلك كلّه محصورًا بين عامَي 1946-1970 م.. ويُحدّد الفصل الثّاني بين عامَي 1970-2006 م.، يتابع فيه المؤلّف تاريخ انتخاب شيخ العقل، ثمّ توحيد مشيخة العقل بين عامَي 1970-1991 م.، ويعود بنا إلى الصّراعات والأزمات حول مشيخة العقل، مرورًا بإصدار قانون تنظيم شؤون طائفة الموحّدين الدّروز عام 2006 م.، وكيفيّة تنظيم انتخاب شيخ العقل وما رافقه من أزمات وتجاذبات.

بعد البابَين المذكورَين يأتي جدول الملاحق، ثم فهرس الأشخاص والفئات والشّعوب، يليه فهرس الأماكن ومكتبة البحث ويعني بها المصادر والمراجع الّتي استعان بها المؤلّف في بحثه هذا. وتضمّ مكتبة البحث وثائق ومخطوطات ومصادر ومراجع باللّغة العربيّة وأُخرى باللّغة الفرنسيّة، إضافةً إلى المجلّات والصُّحف.

***

المصدر:

قراءة عامّة في كتاب مشيخة عقل الموحّدين (الدّروز) في لبنان وسورية وفلسطين؛ تاريخها وتطوّرها من الأعراف إلى التّنظيم، للباحث د. حسن أمين البعينيّ، الطّبعة التّالية:

البعيني، حسن أمين. مشيخة عقل الموحّدين (الدّروز) في لبنان وسورية وفلسطين؛ تاريخها وتطوّرها من الأعراف إلى التّنظيم. بقعاتا (الشّوف): دار معن، 2015.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה