مدير عامّ مركز التّراث الدّرزيّ في إسرائيل
المحامي محمود شنّان
بصفتي مدير عامّ مركز التّراث الدّرزيّ في إسرائيل فقد حظيت بامتياز عظيم لكوني المدير العامّ الأوّل للمركز، ولإسهامي في إحياء هذا المشروع الهامّ لمجتمع الموحّدين الدّروز في إسرائيل وفي العالم أجمع، هذا المشروع الّذي بقي قيد التّخطيط منذ منتصف التّسعينيّات، وفقط في عام 2020 شُرع في تشييد مبنى المركز الدّائم على أرض الواقع.
مركز التّراث الدّرزيّ يسعى إلى سرد قصّة تجاوز عُمُرها ألف عام، نسَجَها التّاريخ حول طائفة الموحّدين الدّروز، كما يطمح إلى استقطاب الباحثين والطُلّاب الباحثين، خاصّةً أبناء الطّائفة المعروفيّة، الّذين يتطلّعون إلى الإسهام في المعرفة النّظريّة والعمليّة في كلّ ما يتعلّق بالتّراث الدّرزيّ.
يلتزم المركز بالعمل وَفق أعلى المعايير المهنيّة والحفاظ على تطبيقها خلال سيرورته. وسيضمّ المركز، مستقبلًا، مُتحفًا يروي لزُوّاره حكاية طائفة الموحّدين الدّروز العريقة والممتدّة عبر التّاريخ، وإلى جانب المُتحف سيقوم أرشيف يُعنى بحِفظ الوثائق والمُكاتبات والصّور والشّهادات ومقاطع الفيديو والصّوت الخاصّة بالدّروز والمجتمع الدّرزيّ، وذلك لغرض البحث العلميّ. هذا المجمع الأرشيفيّ سيوثّق تراث الطّائفة وسيكون في متناول يد الفئات المجتمعيّة والعمريّة كافّةً، ونخصّ بالذِّكر جيل النّاشئة، وسيُستخدم بنية تحتيّة مهنيّة تهيّئ الظّروف اللّازمة للبحث التّاريخيّ الّذي يمكن الاستناد إليه.
المكتبة الّتي نعمل على إنشائها، هذه الأيّام، ستحتوي على مجموعة كبيرة ومتنوّعة من الكُتُب، المصادر والمراجع المختلفة ذات الصّلة الوثيقة بالدّروز، على نحو خاصّ، المتوفّرة بلُغات مختلفة، والغاية منها خدمة الباحثين والطّلّاب، والأطفال والبالغين، على حدّ سواء.
إلى جانب دوره الرّئيس سيهتمّ معهد الأبحاث في مركز التّراث الدّرزيّ بتطوير العلاقات الأكاديميّة مع مؤسّسات التّعليم العالي ومعاهد البحث في البلاد وحول العالم، من أجل النّهوض بالبحوث والدّراسات الّتي تتناول حياة الدّروز بشكل علميّ، ودعم الباحثين والباحثات، أبناء الطّائفة المعروفيّة، في ارتقائهم سلّمَ الدّرجات العلميّة.
إنّي على دراية تامّة بأهمّيّة الموارد البشريّة بوصفها قوّة دافعة نحو النّجاح، لذا أرى في طاقم المركز، من موظّفين وموظّفات مهنيّين ومهنيّات، أهمّيّة فائقة، وأنا أعتقد بأنّنا نسير معًا في الطّريق السّليم.
فليكُن النّجاح حليفنا!
احترامي،
محمود شنّان