كمال كنج أبو صالح

المرحوم كمال كنج أبو صالح، الشّيخ أبو مجد؛ شخصيّة وطنيّة بارزة في تاريخ الصّراع السّوريّ-الإسرائيليّ، عُرف بإسهاماته في المساعي الوطنيّة والاجتماعيّة، وترك أثرًا عميقًا لدى سكّان مرتفعات الجولان. ينتمي إلى عائلة “أبو صالح”، وهي تعدّ أكبر العائلات في مجدل شمس، أصلها يعود إلى حلب والقبائل الحمدانيّة في سورية. تأثّر وعيه الوطنيّ بنشأته في كنف والده، أسعد كنج أبو صالح (1879-1963 م.)، الّذي كان واحدًا من الزّعماء المعروفين بمقاومة الانتداب الفرنسيّ؛ وقائد ثورة إقليم البلّان إبّان الثّورة السّوريّة الكبرى الّتي انطلقت عام 1925 م.، بقيادة المرحوم سلطان باشا الأطرش، كما أسهم في تنظيم الحركات الثّوريّة ضدّ السّياسة الفرنسيّة.

ولد كمال كنج أبو صالح في الأوّل من تشرين ثانٍ عام 1911 م.، في مجدل شمس، تلقّى تعليمه الأساسيّ في مسقط رأسه، ثمّ انتقل إلى الكلّيّة العربيّة في القدس لمواصلة دراسته، بين عامَي 1927-1933 م.، بعد حصوله على منحة تعليميّة. لاحقًا، التحق بالكلّيّة العربيّة القوميّة في بيروت، ثمّ تابع دراسته القانونيّة في جامعة دمشق، حيث صقل وعيه السّياسيّ وانخرط في النّشاطات الوطنيّة.

انتسب إلى الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ خلال ثلاثينيّات القرن العشرين، وقد تولّى منصب رئيس هيئة الدّفاع، ولعب دورًا هامًّا في تعزيز المقاومة الوطنيّة في الجولان. وفي تمّوز عام 1947 م. ترشّح للانتخابات النّيابيّة في سورية، وفاز بعضويّة المجلس النّيابيّ الأوّل بعد الاستقلال عام 1946 م.، ممثّلًا عن قضاء وادي العجم الّذي شمل مناطق ريف دمشق وإقليم البلّان وشمال الجولان؛ إذ شغل هذا المنصب لمدّة أربعة أعوام، وهكذا أُتيحت له فرصة التّأثير في القضايا الوطنيّة والإسهام في الدّفاع عن مصالح أبناء منطقته.

كان من أشدّ المعارضين لمشروع إقامة “دولة درزيّة” في المنطقة، وهو مخطَّط طرحته عدّة قوى أجنبيّة في مراحل مختلفة، وحاولت إسرائيل إحياؤه بعد هزيمة الجيوش العربيّة في حرب حزيران 1967 م.. وخلال هذه الحرب، بادر كمال كنج أبو صالح، إلى جانب عدد من شيوخ البلدة وزعمائها، إلى إقناع السّكّان بالبقاء في منازلهم وعدم مغادرتها، مستندين إلى دروس الماضي ومعاناة التّشرّد الّتي قاساها الأهالي خلال الثّورة السّوريّة الكبرى. ووَفقًا للمصادر المتوفّرة، حاولت إسرائيل استقطاب شخصيّات درزيّة لدراسة موقفهم من مشروع “الدّولة الدّرزيّة”، وكان كمال كنج أبو صالح من بين الّذين جرت محاولات للتّواصل معهم. تُشير المعلومات إلى أنّه سرّب تفاصيل المشروع إلى الجهات السّوريّة. ما أدّى الى اعتقاله وسجنه في إسرائيل، فقد تعرّض للملاحقات المتكرّرة بسبب مواقفه الوطنيّة الرّاسخة. ويقال إنّ مجموع الأحكام الصّادرة في حقّه بلغت 208 سنوات، وقد تحرّر في صفقة لتبادُل الأسرى مع سورية عام 1973 م..

في عام 1974 م. انتُخب كمال كنج أبو صالح عضوًا في مجلس الشّعب السّوريّ، وقد حظي بهذا المنصب تقديرًا لنضاله السّياسيّ ومواقفه الجريئة. شارك في الصراع وواصل مشاركته في المقاومة الشّعبيّة، واعتقلته السُّلطات الإسرائيليّة عدّة مرّات.  

في 15 أيلول عام 1983 م. توفّي كمال أبو كنج إثر نوبة قلبيّة، وقد شهدت جنازته مشاركة حاشدة من مئات الآلاف في مراسم تشييع رسميّة وشعبيّة مهيبة، تعبيرًا عن التّقدير الكبير لدوره النّضاليّ والتّاريخيّ في الدّفاع عن هويّة مجتمعه.   

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. قطمة، محمّد خالد. قصّة الدّولتين المارونيّة والدّرزيّة. بيروت: د. ن.، 1995.
  2. مرعي، تيسير؛ حلبي، أسامة. “الحياة تحت الاحتلال: مرتفعات الجولان”. مجلّة الدّراسات الفلسطينيّة 13 (1993)، ص. 29-48.
  3. أبو مصلح، غالب. الحركة الوطنيّة السّوريّة في الجولان في مواجهة سياسة الاحتلال 1967-2016. رام الله: المركز الفلسطينيّ للدّراسات الإسرائيليّة (مدار)، 2016.
  4. “כמאל קנג'”. (2024, יולי, 27), בתוך ויקיפדיה האנציקלופדיה החופשית:

https://he.wikipedia.org/wiki/%D7%9B%D7%9E%D7%90%D7%9C_%D7%A7%D7%A0%D7%92%27

 

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה