إثر الهزيمة الّتي لحقت بقوّات الاحتلال الفرنسيّة في معركة الكفر (21 تمّوز 1925 م.)، ومحاصرة الثّوّار لقلعة السّويداء، أمَرَ المفوّض السّامي، الجنرال ساراي، واحدًا من مساعديه الكبار هو الجنرال ميشو بتشكيل حملة ضخمة والتّوجُّه، بأقصى سرعة، إلى الجبل بهدف فكّ الحصار عن قلعة السّويداء، وإعادة هيبة الحكومة الفرنسيّة في المنطقة. وصل تعداد هذه الحملة 3,000 عسكريّ تقريبًا.
هاجم الثّوّار مُقدّمة الحملة في قرية بصر الحرير، ولما وصل قلب الحملة إلى قرية الدّور قابلها الثّوّار بهجمات مفاجئة عنيفة، وهاجموا الرّتل المتقدّم في اتّجاه السّويداء بمجرد وصوله إلى موقع المزرعة الّذي يبعد عن السّويداء حوالي 17 كيلومترًا.
أباد الثّوّار كتيبة فرنسيّة كاملة، وبحلول المساء كان الجنرال ميشو قد فقد سُلطته تمامًا على قوّاته المبعثرة والمفكّكة، فأعطى أمره بالانسحاب ليلة 4/3 آب، تاركًا وراءه حوالي 1,000 قتيل، كما خسر الفرنسيّون عتادًا حربيًّا هامًّا، ما حمَلَ بعضًا من مصادرهم على القول إنّ معركة المزرعة هي أكبر كارثة تعرّضت لها القوّات الفرنسيّة العاملة في سورية، طيلة أيّام الثّورة.
كان لمعركة المزرعة نتائج هامّة في مجرى الثّورة السّوريّة؛ إذ رفعت معنويّات الثّوّار في جبل العرب، وقوَّت تسليحهم بما كسبوه من غنائم. وهكذا عمَد سلطان باشا الأطرش، بعد تحقيقه هذا النّصر، إلى الاتّصال بنَفَر من الوطنيّين في دمشق، على رأسهم عبد الرّحمن الشّهبندر ونزيه المؤيّد العظم، لنقل الثّورة إلى دمشق.
***
للاستزادة والتّوسُّع:
- الأطرش، ريم منصور سلطان. المذكّرات الحقيقيّة لِسلطان باشا الأطرش القائد العامّ للثّورة السّوريّة الكبرى. بيروت: دار أبعاد للطّباعة والنّشر، ج. 1، 2021.
- جبّور، جورج. الوقائع السّوريّة مرتّبة حسب السّنوات: 1918-1968 م. دمشق: الهيئة العامّة السّوريّة للكتاب، 2015.
- أبو زكي، فؤاد. المعنيّون؛ من الأمير فخر الدّين الثّاني المعنيّ التّنّوخيّ إلى الأمير سلطان باشا الأطرش المعنيّ التّنّوخيّ. الشّوف: الدّار التّقدّميّة، 2008، ص. 373-374.
- طلّاس، مصطفى. أحداث الثّورة السّوريّة الكبرى كما سردها قائدها العامّ سلطان باشا الأطرش. دمشق: دار طلّاس للدّراسات والتّرجمة والنّشر، 2009.
- عبيد، سلامة. الثّورة السّوريّة الكبرى. بيروت: مطابع دار الغد، 1971.
- الملحم، إسماعيل؛ القنطار، هايل؛ سراي الدّين/ وهيب؛ نعيم، رياض. سويداء سورية؛ موسوعة شاملة عن جبل العرب. إشراف: د. ماجد علاء الدّين. دمشق: دار علاء الدّين، 1995، ص. 162.