مقام الأمير السّيّد عبدالله التّنّوخيّ، قدّس الله سرّه

مقام الأمير السّيّد عبدالله التّنّوخيّ، قدّس الله سرّه

مقام مقدّس عند الموحّدين الدّروز يُعدّ قِبلة روحانيّة-توحيديّة لأبناء الطّائفة المعروفيّة حول العالم أجمع، وهو من أقدم الأماكن المقدّسة في الشّرق الأوسط. شُيّد تخليدًا لذكرى المرحوم الأمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ (1392-1479 م.)، قدّس الله سرّه، في المكان الّذي دُفن جثمانه الطّاهر فيه. ويقع المقام الشّريف شمالَ-غربَ بلدة عبيه اللّبنانيّة، مسكن أمراء آل تنّوخ، مُطلًّا على البحر من زاوية واسعة.

الأمير السّيّد شيخ مشايخ عصره، ووليّ من أولياء الله الطّاهرين المعدودين عند طائفة الموحّدين الدّروز، وهو علَم من أعلام الفكر التّوحيديّ والفقه والزّهد والورع، قضى حياته زاهدًا متعبّدًا خاشعًا، يُرشد أبناء قومه ويوجّههم إلى السّراط المستقيم، ويُعيد من ضلّ منهم إلى مسالك الخير والصّواب. ظلّ الأمير يرعى الإمامة التّوحيديّة في بلدته، عبيه، لأكثر من نصف قرن من الزّمان.

يحُدّ المقام الشّريف ساحة كبيرة تمتدّ إلى جهة الغرب، ومن جهة الشّرق مؤسّسة بيت اليتيم الدّرزيّ، وساحة تتبع للمؤسّسة تمتدّ إلى جهة الجنوب، ومن الجهة الشّماليّة تتوزّع عدّة مباني حديثة تتبع للمقام الشّريف. داخل المقام خلوة كبيرة بُنيت بعد أعمال الإصلاح لمّا تهدّم من مبنى المقام بسبب الحروب الأهليّة في لبنان.

أمّا دخول المقام فيكون من الجهة الغربيّة عبر باب خشبيّ داخل إطار حجريّ، وأسفل الباب عتبة، وعلى جانبَيه نافذتان داخل إطارَين حجريَّين ضِمنه قضبان حديديّة متعامدة ومتقاطعة على شكل مستطيلات. وهناك باب خشبيّ آخر يوصل إلى غرفة ضريح الأمير عبد الخالق، ابن الأمير السّيّد، قدّس الله سرّه، ويكون النّزول إليها عبر درجتَين. وفي وسط هذه الغرفة ضريح الأمير عبد الخالق، والأمير نصر الدّين وأخيه الأمير صالح. أمّا الدّخول إلى غرفة ضريح الأمير السّيّد، وهي غرفة مربّعة الشّكل، فيكون من خلال المرور من الغرفة الخارجيّة، عبر باب صغير وقليل الارتفاع يوجب الانحناء قليلًا. طول ضلع غرفة الضّريح هذه 2.80 مترًا، وحيطانها خالية من الفتحات والنّوافذ، وفوق سطحها تعلو قبّة مستديرة، ويعلو ضريح الأمير السّيّد عن أرضيّة الغرفة 0.25 سنتيمترًا، وأرضيّة الضّريح تكسوها حجارة تسمّى “مسطبة” وتمتدّ بطول 1.98 مترًا، وعرض يمتدّ حوالي متر واحد. فوق هذه المسطبة حجرة يطلق عليها العامّة اسم “جَمَلون” أو “منشور” وتتّخذ شكل غطاء التّابوت الحديث تقريبًا.

في الجهة الغربيّة من الجَمَلون ينتصب شاهد الضّريح الّذي ينتهي في طرفَيه بشكل عمامة مدوّرة، وفي البلاطة الغربيّة محفور النّصّ التّالي بخطّ النّسخ:

“إنّا لله وإنّا إليه راجعون

دَرَجَ بالوفاةِ إلى رحمةِ اللهِ تعالى الشّيخُ العالِمُ الأوحَدُ

الإمامُ ناصِرُ سُنّةَ الإسلام. قام بحقِّ الله مُخافًا

وفاق النّاس ورعًا وشرفًا وعفافًا العبدُ الصّالحُ

منهلُ الإحسانِ ومحلُّ الإيمان، وحليفُ الجنّةِ ودارِ السّلامِ

الأميرُ جمالُ الدّينِ عبدالله بن سليمان بن محمّد ابن أمير الغرب

التّنّوخيّ سابع عشر جمادى الآخرة سنة أربعة وثمانين وثمان ماية

قدّسَ الله روحًه ونوّر ضريحَه بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم, أجمعين”[1]

وحُفرت في البلاطة الشّرقيّة آية الكرسيّ المباركة بخطّ النّسخ أيضًا.

في الغرفة الأولى المذكورة وُضع صندوق من أجل جمع النّذور الماليّة، أمّا غرفة الضّريح وحيطانها فيكسوها سجّاد جلبه زوّار المقام إيفاءً لنذورهم الّتي يرجون بها التّوفيق من الباري عزّ زجلّ ببركة صاحب المقام الشّريف.

يبقى أن نشير إلى أنّ أبناء الطّائفة المعروفيّة يُحيون، في العاشر من آذار كلّ عام، ذكرى تحرير الشّحّار وإنقاذ مقام الأمير السّيّد عبدالله التّنّوخيّ، قدّس الله سرّه، من محاولات الكتائب اللّبنانيّة اقتلاع جذور الموحّدين من لبنان ورموزهم المقدّسة، في ثمانينيّات القرن الماضي، وقد تصدّى لهم أبناء الطّائفة وحقّقوا الانتصار عليهم في شباط 1984 م. وحرّروا المقام الشّريف من هذا الخراب.

____________________________________________

[1] فؤاد أبو زكي، الأمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ: سيرته – أدبه (بيروت: د. ن.، 1997)، ص. 265.

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. أبو زكي، فؤاد. الأمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ: سيرته – أدبه. بيروت: د. ن.، 1997.
  2. العريضيّ، فرحان سعيد. مناقب الأعيان. عاليه: مدرسة الإشراق، ج. 1.
  3. علم الدّين، سليمان سليم. دعوة التّوحيد الدّرزيّة. بيروت: منشورات نوفل، 1998.
  4. ناطور، سميح. “جمال الدّين عبد الله التّنّوخيّ”. موسوعة التّوحيد الدّرزيّة. سميح ناطور (تحرير)، ج. 1 (2011).

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה