موقعة جونيه (1605 م.)

“جونيه” منطقة لبنانيّة في شمال بيروت (بين بيروت وجبيل) وهي واحدة من المناطق السّياحيّة في محافظة جبل لبنان، عند ساحل كسروان. وجونيه بلدة تقع على شاطئ خليج مستدير من البحر الرّوميّ في سفح جبل حريصا المزيّن بالأشجار الدّائمة الخضرة. يقع إلى غربها مصبّ نهر الكلب وآثاره الرّائعة. كانت جونيه هذه غنيّة بتجارتها سيّما الخشب والحبوب قبل الحرب، فعُطّلت تجارتها وقلّ عدد سكّانها.

أمّا موقعة جونيه الشّهيرة تاريخيًّا فقد وقعت بين الأمير فخر الدّين الثّاني المعنيّ ويوسف باشا ابن سيفا (صاحب طرابلس الشّام)، عام 1605 م./ 1014 هـ، عند جونيه المذكورة؛ إذ لم تطل المصالحة بين الطّرفين ولم تُستأصَل العداوة بينهما، فوقعت المواجهة بين المعنيّ والسّيفيّ، وكانت الهزيمة على ابن سيفا الّذي ترك بيروت تحت ضغط آل أرسلان، وكان النّصر حليف الأمير المعنيّ الّذي انتزع من ابن سيفا كسروان والفتوح وبيروت، ثمَّ حكَمَ الشّوف، وولّى الشّيخَ أبا الخازن حُكمَ كسروان، والأميرَ منذر التّنّوخيّ ولايةَ بيروت.

في تقرير خطّيّ كتبه رفائيل كتشياماري (Cacciamari) البندقيّ، ولعلّه قد زار لبنان وتعرّف إلى الأمير فخر الدّين الثّاني، وقدّمه إلى فردناندو الأوّل، غراندوق تسكانا، بطلب من الأخير، وكان فردناندو هذا يحلم بكسر شوكة الأتراك واحتلال قبرص ودمشق؛ يُشير صاحب التّقرير إلى معركة تدور رحاها بين الأمير وابن سيفا من أجل بيروت، فيقول: 

“الفرصة سانحة لضرب آل عثمان وثلّ عرشهم والاستيلاء على مملكتَي القدس وسورية… ولبلوغ هذا الهدف لا بدّ من التّقرّب من فخر الدّين أمير الدّروز… في وِسع هذا الأمير تجنيد اثني عشر ألف مقاتل من حمَلة البنادق… وهو صاحب صيدا… وهو أيضًا صاحب بيروت، وبسببها تدور الآن معركة بينه وبين الأمير يوسف سيفا، المنحاز إلى جانب الأتراك، لا نعرف بعد نتيجتها، بيد أنّ الأمر ليس يذي بال لأنّ ميدان العراك خارج عن مملكته وأكبر الظّنّ أنّ العدو لا يطيق الثّبات طويلًا أمام صدمات الدّروز. وتراني، يا صاحب السّموّ، على أتمّ استعداد لخدمتكم، وحمل أمير الدّروز على إيفاد سفير إليكم ليدعوكم إلى الحملة. ومتى بلغتم هذه الدّعوة انفسح أمامكم مجال الشّروع في العمل، فتجهّزوا إلى الشّرق عشرة آلاف من جنودكم لشدّ إزر الدّروز في هذه الحملة”.

بعد هذا التّقرير تمّ التّواصل بين فردناندو الأوّل، غراندوق تسكانا، والأمير المعنيّ فخر الدّين الثّاني، ونعلم ذلك من الوثائق الّتي تلت التّقرير المذكور.

* * *

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. الدّويهيّ، اصطفان. تاريخ الأزمنة. ط. 3. تحقيق: الأباتي بطرس فهد. بيروت: دار لحد خاطر، د. ت.، ص. 457.
  2. أبو زكي، فؤاد. المعنيّون؛ من الأمير فخر الدّين الثّاني المعنيّ التّنّوخيّ إلى الأمير سلطان باشا الأطرش المعنيّ التّنّوخيّ. الشّوف: الدّار التّقدّميّة، 2008، ص. 124.
  3. قرألي، الخوري بولس. فخر الدّين المعنيّ الثّاني أمير لبنان وعلاقته بفردناندو الأوّل وقزما الثّاني أميرَي تسكانا 1605-1621. حريصا: مطبعة القدّيس بولس، 1938.
  4. قرألي، الخوري بولس. لبنان والدّولة العثمانيّة. مصر الجديدة: مطبعة مصر الجديدة، 1952.
  5. المعلوف، عيسى إسكندر. تاريخ الأمير فخر الدّين المعنيّ الثّاني. ط. 3. بيروت: دار الحمراء، 1997، ص. 76.
  6. “يوسف سيفا”. (2022، كانون ثانٍ، 4) في ويكيبيديا الموسوعة الحرّة: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%B3%D9%8A%D9%81%D8%A7

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה