آل طليع

“آل طليع” من العائلات التّوحيديّة الدّرزيّة، ترجع في نسبها إلى عشيرة “ربيعة” العربيّة الّتي جاءت من ديرة حلب، بقيادة مَعن بن ربيعة، قُبيل عام 1120 م.، ووصلت منطقة الشّوف حيث استقرّت في جوار التّنوخيّين، وتحديدًا في كفرنبرخ[1]. هذه العائلة كانت تدين بالمذهب السّنّيّ ثمّ دخلت في مذهب التّوحيد زمنَ الدّعوة.[2]

على مرّ التّاريخ عُرفت عائلة آل طليع بالوجاهة الدّينيّة والزّمنيّة، واتُّصف الكثير من رجالاتها بالورع والزّهد والتّقوى والعلم.[3] وخلال مائة عام ونيّف أُسند إلى مشايخها الأجلّاء على منصب مشيخة العقل في جبل لبنان، بين القرنين الميلاديّين التّاسع عشر والعشرين، فأوّلًا الشّيخ حسن طليع، بين عامي 1845-1878 م.، ثمّ ولديه الشّيخين محمّد، بين عامي 1878-1917 م.، وحسين، بين عامي 1917-1949 م..[4]

أمّا قصّة العائلة فتعود إلى بداية القرن الثامن عشر الميلاديّ، حين وقع خلاف عائليّ ألزم رحيل أربعة أشقّاء من آل طليع عن كفرنبرخ؛ فتوزّع ثلاثة منهم في نَسلهم ما بين حاصبيّا وحواضر الجبل، في دير القمر وعمّاطور وعين وزّين وبعقلّين، فلاءموا أنفسهم مع مجريات المكان الّذي عاشوا فيه. أمّا رابعهم، الشّيخ أبو حسن طليع، فقد اتّخذ جديدة الشّوف بلدًا، في زمن قريب من زمن موقعة عين دارة الشّهيرة؛ أي: 1711 م.، وهناك أسّس فرع العائلة، ولم تكن قرابة تجمعها مع عائلات تحمل الاسم نفسه في أيّ منطقة في لُبنان أو خارجه.[5]

قدّر الله تعالى أن تُبتلى هذه العائلة بالموت من دون عقب، وبقلّة النّسل عند من بقي حيًّا منها، فكانت ذرّيّتها من الكريمات دون الذّكور، ولا نعرف أخبارًا عن أقرباء أو أنسباء أو أهل لها في لبنان.

كان رشيد طليع من أبرز رجالات هذه العائلة وأعيانها، وهو الآخر لم يُرزق بعقب من زوجته الّتي هي ابنة خاله الدّمشقيّة.[6]

__________________________________________________

[1] أصل الاسم “كفرنبرخ” في اللّغة السّريانيّة ومعناه “الأرض المباركة”؛ فقد كانت هذه الأرض غنيّة في الزّراعة.

[2] منذر محمود جابر. سجّل أنا رشيد طليع: سيرة ومصير (المملكة المتّحدة: لندن، مؤسّسة التّراث الدّرزيّ، 2008)، ص. 31. 

[3] اُنظر نشرة: “بلديّة جديدة الشّوف: تاريخ شاهد في البشر والحجر”، اتّحاد بلديّات الشّوف السّويجاني.

[4] أمين طليع. مشيخة العقل والقضاء المذهبيّ الدّرزيّ عبر التّاريخ (بيروت: المطبعة الأنطونيّة، 1971)، ص. 100.

[5] أمين طليع. عائلة طليع، لمحة عن تاريخها وسيرة أفرادها، من تاريخ معركة عين دارة سنة 1710 إلى يومنا الحاضر في سنة 1982 (د. م.: د. ن.، 1980)، ص. 8؛ جابر، سجّل أنا رشيد طليع، ص. 31-32.

[6] أمين طليع. الشّهيد رشيد طليع: 1876-1926 ملخّص من تاريخ حياته (بيروت: د. ن.، 1982)، ص. 9.

المرحوم رشيد طليع، من أعيان عائلة طليع، شغل منصب أوّل رئيس لحكومة الأردنّ عام 1921

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. جابر، منذر محمود. سجّل أنا رشيد طليع: سيرة ومصير. المملكة المتّحدة: لندن، مؤسّسة التّراث الدّرزيّ، 2008.
  2. طليع، أمين. مشيخة العقل والقضاء المذهبيّ الدّرزيّ عبر التّاريخ، بيروت: المطبعة الأنطونيّة، 1971.
  3. طليع، أمين. عائلة طليع، لمحة عن تاريخها وسيرة أفرادها، من تاريخ معركة عين دارة سنة 1710 إلى يومنا الحاضر في سنة 1982. د. م.: د. ن.، 1980.
  4. طليع، أمين. الشّهيد رشيد طليع: 1876-1926 ملخّص من تاريخ حياته. بيروت: د.ن.، 1982.
  5. القنطار، سيف الدّين. أعلام في السّياسة والأدب والفنّ. دمشق: مطبعة اتّحاد الكتّاب العرب، 2013.
  6. نشرة: “بلديّة جديدة الشّوف: تاريخ شاهد في البشر والحجر”، اتّحاد بلديّات الشّوف السّويجاني.

 

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה