ابن سباط المؤرّخ

هو حمزة ابن الفقيه أحمد ابن سباط عمر بن صالح ابن السّلطان ابن أبي المواهب. يُرجّح أنّه وُلد في النّصف الثّاني من القرن التّاسع الهجريّ/ الخامس عشر الميلاديّ، في بلدة “عبيه”، وقد عُرف موطنه بإقليم الغرب، وعُرف هو باسم ابن سباط “الغربيّ”. نشأ وترعرع في عبيه، ويُرجّح أنّه اقتصر في دراسته على أبيه (ت. عام 887 هـ.) الّذي كان فقيهًا ومعلّمًا، وكان إمامًا للأمير السّيّد جمال الدّين عبد الله التّنوخيّ، قدّس الله سرّه، وخطيب جامع البلد، ورئيس مؤذّني المدن.

نشأ مُحبًّا للتّاريخ والآثار والأدب، وكان ينظم الشّعر أيضًا، فجمع مكتبة لا بأس بها، ضمّت مجموعة من أمهّات المصادر التّاريخيّة الّتي اعتمدها في تصنيف كتابه صِدْق الأخبار المعروف بـِ-تاريخ ابن سباط، وهي في معظمها مصادر معروفة ومتداولة، صرّح عنها في عدّة مواضع من كتابه، نذكر منها: وَفَيات الأعيان، وسمّاه تاريخ القاضي شمس الدّين ابن خلّکان، وَ-المختصر في أخبار البشر، لأبي الفداء، وَ-الكامل في التّاريخ، لابن الأثير، والكثير غيرها. كما كان ينقل عن مصادر أُخرى، مثل: دُوَل الإسلام، للذّهبيّ، وَ-السّلوك، للمقريزيّ، من دون التّصريح بهما، حيث وُجد عند تحقيق كتابه، صِدْق الأخبار، أنّه يذكر وقائع معيّنة لم يذكرها سوى هذين المصدرين.

كتاب صِدق الأخبار المعروف بـِ-تاريخ ابن سباط

من هذا يتّضح أنّ ابن سباط كان يُعنى بالتّاريخ، ولم يكتفِ بما يقع تحت يده من مصادر، لكنّه اهتمّ بالوقوف على مصادر ووثائق من خارج خزانة كتبه. أمّا ميله الأدبيّ فبرز في نَظْمِه للشّعر، وإن كان نَظْمُه رکیكًا، فعقب وفاة الأمير السّيّد، قدّس الله سرّه، لم يكن حتّى ذلك الوقت يملك الخبرة الكافية في النّحو والعروض واللّغة، لكنّ تأثّره بوفاة الأمير جعله ينظم ستَّ مراثٍ فيه. ثمّ نظم مرثيّة في نحو سبعين بيتًا قالها في وفاة الأمير زين الدّين صالح ابن الأمير سيف الدّين أبي بكر ابن الأمير سيف الدّين زنكي، عام 897 هـ.. وظلّت لغة ابن سباط ضعيفة، ليس في الشّعر فقط، بل في الكتابة والنّثر أيضًا، وكتابه صِدْق الأخبار شاهد على ذلك؛ إذ تكثر فيه الأغلاط النّحويّة واللّغويّة، رغم أنّ صاحبه ينقل عن المصادر والكتب مباشرةً.

إنّنا نجهل تاريخ وفاة ابن سباط، ويُرجّح أنّها كانت بُعيد عام 926هـ./ 1520 م.، في بلدته عبيه.

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. ابن سباط، حمزة. صدق الأخبار؛ تاريخ ابن سباط (مقدّمة الكتاب). تحقيق: عمر عبد السّلام تدمري. طرابلس: جروس برس، ج. 1، 1993.
  2. الدّبيسي، يوسف سليم. أهل التّوحيد “الدّروز”. بيروت: المركز الثّقافيّ اللّبنانيّ، ج. 6، 1992، ص. 21-22.
  3. رباح، رامز. من تاريخ بني معروف المشرّف. مجدل شمس: د. ن.، 2021، ص. 184-185.
  4. عزّام، فايز. المؤلّفات الدّرزيّة الرّوحيّة ومؤلّفوها. د. م.: الباشا، 2011، 41.
  5. محمّد، الشّيماء السّيّد كامل. “ابن سباط مؤرّخًا من خلال كتابه صدق الأخبار المعروف بتاريخ ابن سباط”. المؤرّخ العربيّ 28 (2020)، ص. 378-440.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה