التّسليم

التّسليم واجب المؤمن الحقيقيّ، وثمرةُ الرّضا المترتّب عن المعرفة الحقيقيّة والمحبّة الخالصة والقبول المُطلَق بما تقضيه الإرادة الإلهيّة، من دون أيّ اعتراض أو شكوك، سواءٌ أوافق أغراض العبد أو خالفها (في التّوحيد: التّسليم لأمره في السّرّ والحدثان). وهو الفعل والالتزام المسلكيّ الّذي يصدر عن الإنسان بما ثبت لنفسه على خِلاف مُقتضى طبعها (النّفس أمّارة بالسّوء)، مثل: لُزوم الحِلم مكان الطّيش، والعقل مكان الجهل، والتّواضع مكان الكِبَر، والتّحلّي بالأخلاق المحمودة عوض النّزوع نحو النّزق واللّجاجة وإفراط الرّغبة. وهذه الأفعال الشّريفة تقود المؤمن مع صِدْق نواياه وإخلاص قلبه، إلى القُرب من الباري، جلّ وعلا، كما قال تعالى: “أولئك المقرَّبون”؛ أي: الّذين قرُبت درجاتهم وأُعليَت مراتبهم، ورَقِيَت إلى حظائر القُدس نفوسهم الزّكيّة.

والإيمان الحقيقيّ السّليم لا يكتمل إلّا بالتّسليم، تسليم الوجه لله تعالى بإخلاص النّفس له وحده، والرّضا بقضائه في السّرّاء والضّرّاء، والإتيان بالحسنات، وترك السّيّئات، وبالإجمال كما قال القُشيريّ: “لم يدَّخر شيئًا عن الله، لا مِن ماله ولا مِن جسده، ولا مِن روحه ولا مِن جِلده، ولا مِن أهله ولا مِن وَلَده”.   

أمّا المصائب والنّكبات الّتي قد تقع بأيّ إنسان فما هي إلّا اختبار لإيمانه وثباته على العقيدة، وخير نموذج يُحتذى به في الصّبر على كوادر الدّهر هو الأمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ، قدّس الله سرّه، الّذي فقد ولده الوحيد، عبد الخالق، يوم زفافه، فتجلّد وسلّم أمره لصاحب الأمانة قائلًا للحاضرين:

“أيّها النّاس! إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا فوت من الموت. أيجوز للعبد أن يعترض على حُكم ربّه فيما أبدع؟ أو أن يغضب إذا هو استردّ ما أودع؟ وقضاء الله لا مردّ له ولا مندفع. أيّها النّاظرون إليّ، أتظنّون أنّ صبري على فقد ولدي جهالة؟ وأنّ تركي للتّعرّض للقضاء ضلالة؟ أو إنّي نسيت علمه وفضله وطاعته وصبره؟ لا. لكنّ الصّبر مطيّة من اتّقى، والرّضى والتّسليم منارة من ارتقى. هل هناك دليل أكبر من هذا يستطيع الإنسان أن يثبت فيه عظمة إيمانه وعقيدته؟ إنّني أستطيع القول بأنّها ذروة الإيمان وصدق الاعتقاد”.

تصوير: فارس سعيدة؛ بلُطف من نادي التّصوير الدّرزيّ

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. أبو ترابي، جميل. من هم الموحّدون الدّروز؟. دمشق: دار علاء الدّين، 2003، ص. 26-28.
  2. توفيق، سلمان. أضواء على تاريخ مذهب التّوحيد. بيروت: د.ن.، 1963.
  3. زهر الدّين، صالح. تاريخ المسلمين الموحّدين الدّروز. ط. 3؛ بيروت: المركز العربيّ للأبحاث والتّوثيق، 2007.
  4. نويهض، عجاج. عبدالله التّنّوخيّ والشّيخ محمّد أبو هلال. ط. 2؛ بيروت: د. ن.، 1963.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה