الشّيخ محمّد أبو شقرا

الشّيخ المرحوم محمّد داوود أبو شقرا (أبو نبيه)، شيخ طائفة الموحّدين الدّروز في لبنان بين العامَيْن 1949-1991 م.، من مواليد عمّاطور في الشّوف عام 1910 م. كان شيخًا جليلًا ذا ثقافة واسعة، وذاكرة قويّة، وعقل متوقّد، وسرعة بديهة، وشخصيّة قويّة وشجاعة مُلفتة. تلقّى علومه الابتدائيّة في مسقط رأسه، وانتقل عام 1923 م. إلى سورية وتابع تحصيله العلميّ في معاهد دمشق، وعام 1925 م. التحق بالثّورة السّوريّة الكبرى.

أقام في سورية بين العامَيْن 1923 و-1949 م.، وعمل أعمالًا حرّة فاشتغل في النّقل وتجارة السّيّارات، ثمّ انتُخب رئيسًا لأرباب العمل والعُمّال لنقابات السّيّارات والسّوّاقين في سورية. وفي تلك الفترة ربطته علاقات صداقة وتعاون بعلماء دمشق ورجالات هذا البلد البارزين.

بعد الأمير السّيّد جمال الدّين عبد الله التّنّوخيّ، قدّس الله روحه، توالى مشايخ عقل عديدون، وكان كلّ منهم علَمًا مستنيرًا يوجّه أمور الطّائفة ويعضد أفرادها فيكون لهم مرجِعًا وناصحًا. ثمّ تبدّل دور شيخ العقل، أو شيخ العقّال، مع تبدُّل ظروف الحياة والظّروف السّياسيّة، وانفصل الدّنيويّ، مع الوقت، عن الدّينيّ، فكانت قوّة الزّعامة السّياسيّة سببًا في عودة شيخ العقل إلى دوره الرّوحانيّ والعقيديّ. ومع حصول لبنان على استقلاله وقيامه على أسس طائفيّة اكتسب موقع مشيخة العقل، من جديد، بعدًا سياسيًّا له حدود واضحة تسهّل تنظيم التّوافق بين شيخ العقل والزّعامة السّياسيّة في زمانه، وعلى ذلك كان الشّيخ محمّد أبو شقرا، رحمه الله، مثالًا لهذا الدّور المستجدّ لمشيخة العقل في إطار “الدّولة النّاشئة”، وقد أُتيح للشّيخ محمّد، على مدى 42 عامًا في منصب شيخ العقل، أن يطوّر خبرته بالوضع اللّبنانيّ ويلعب دور المؤسّس للعديد من المؤسّسات والتّشريعات والمرافق الّتي ارتبطت كلّها باسمه وباسم الزّعيم الرّاحل كمال جنبلاط، إذ عمل الرّجُلان بتنسيق تامّ.[1]

بعد 470 عامًا من وفاة الأمير السّيّد، اجتمع، في يوم الجمعة الموافق 29 نيسان 1949 م.، في رحاب مقامه الشّريف، في بلدة عبيه، حوالي ألف رجل دين، بينهم الشّيوخ الكبار والأتقياء، إلى جانب خمسمائة رجُل من الزّمنيّين كان على رأسهم الأمير عادل أرسلان والمعلّم كمال جنبلاط؛ في موقف انتخاب الشّيخ محمّد أبي شقرا شيخ عقل الموحّدين الدّروز في لبنان، خلفًا لشيخ العقل حسين طليع.

وفي الخطاب الأوّل له في لبنان والإطلالة الأولى على جماعة الموحِّدين، الّذي ألقاه يوم استقباله في دار المختارة، في تاريخ 5 حزيران عام 1949 م.، بُعيد قدومه من سورية، قال:

“ما المركز السّامي الّذي قُدّر لي أن أنتسب إليه سوى مسؤوليّة تُلقى، لا منصب يُرقى، ووسيلة للخدمة والإصلاح، لا واسطة للزّهو أو النّفع الذّاتيّ. إنّني لا أعتبر نفسي ممثّلًا لحزب دون آخر، أو لفئة معيّنة، أو لعائلة، أو منطقة، بل اعتبر نفسي مسؤولًا لدى كلّ فرد من أبناء هذه الطّائفة الكريمة، عمّا فيه خير المجموع، وعبدًا مأمورًا من الحقّ سبحانه للتّوجيه نحو الخير حيثما وُجد، والحؤول دون الشّرّ والإضرار بالغير أينما كان المصدر، والسّعي إلى الإصلاح، والدّعوة إلى الألفة، وتوحيد الكلمة في جميع الظّروف”.

تسلّم الشّيخ محمّد أبو شقرا مشيخة العقل ولم يكن، في حينه، عند الموحِّدين من تنظيمات لشؤونهم سوى قانون الأحوال الشّخصيّة الّذي صدر في 24 شباط 1948 م.، فلم يكن لشيخ العقل قانون ينظّم انتخابه ويحدّد صلاحيّاته، إنّما جرى انتخابه وفق أعراف تفاهُميّة. ولم يكن للمشيخة مقرّ؛ إذ كان مقرّها بيت الشّيخ، ولم تكن لها سجلّات، ولم يكن هناك مجلس ملّي ليُشرف على الأوقاف، ولا مستشفى يهتمّ بمرضى الموحّدين، ولا مأوى لعجزتهم وشيوخهم، ولا مقرّ عامّ يجتمعون فيه في المناسبات. أدرك الشّيخ محمّد أوضاع الموحِّدين جيدًّا وفهم متطلّباتهم، ووضع في الأسابيع الأولى من عهده بالمشيخة خطّة عمل تشمل النّواحي المطلوب إصلاحها، فكان عظيم الطّاقات والمؤهّلات، فتألّق بالأعمال الجليلة واقترنت باسمه المآثر والإنجازات الكثيرة، منها ثلاثة هي: بناء دار الطّائفة الدّرزيّة في العاصمة بيروت بفضل تبرُّعات الدّروز المقيمين والمغتربين، وقد وُضع حجر أساسها في 16 كانون ثانٍ عام 1953 م. في احتفال حاشد، ودُشّنت في 4 نيسان عام 1965 م. في احتفال ضخم تلاه؛ وإنشاء قرية المعروفيّة قرب عين عنوب لتوطين مُهاجري جبل الموحّدين، وإطلاق المؤسّسة الصّحّيّة للطّائفة الدّرزيّة في عين وزّين.

شرع الشّيخ محمّد، بالتّعاون مع نظيره الشّيخ محمّد عبد الصّمد، في تنظيم شؤون أبناء الطّائفة، فأُنشئت الهيئة الرّوحيّة العليا من شيوخ عقل لُبنان وسورية وصارت مرجعيّة لشؤون الموحّدين فيهما، وتوحّدت الطّقوس الدّينيّة لهم بتوحيد نصوص الصَّداق والوصيّة والصّلاة على الميت. بعد ذلك أسّس الشّيخ، كما أسلفنا، المجلس الرّوحيّ الأعلى للموحِّدين في لبنان عام 1952 م.، وهو شبيه إلى حدٍّ ما بمجلس ملّي، لتقع ضمن صلاحيّاته مهمّة تنظيم الشّؤون الدّينيّة والإشراف على الأوقاف. ثُمّ وضَع نظام انتخاب شيخ العقل عام 1953 م.، لتلافي أزمات كتلك الّتي وقعت عام 1946 م. عند انتخاب خلف الشّيخ حسين حمادة، وعام 1949 م. عند انتخاب خلف الشّيخ حسين طليع. صدر هذان النّظامان عن المجلس النّيابيّ في 13 تمّوز عام 1962 م.، وكان للشّيخ محمّد فضل كبير في صدورهما، ودور بارز في تنظيم القضاء المذهبيّ وتنظيم شؤون مجالس الذِّكر وشؤون أئمّتها (السُّوّاس) وتحديد واجباتهم.

طلب الشّيخ محمّد من رجال الدّين التّزوّد بالعلوم الزّمنيّة كما الدّينيّة، والابتعاد عن السّياسة. ومنع لبس زيّ الدّين في أثناء القيام بأعمال لا تنسجم وهذا اللّباس، فأفسح المجال أمام الموظّفين والمهاجرين وأصحاب المهن ليصبحوا من رجال الدّين من دون أن يتقيّدوا بالزّيّ الدّينيّ إلّا عند أداء الفروض الدّينيّة.

عمل الشّيخ محمّد على رعاية الجمعيّات والنّوادي والمؤسّسات، كما شملت رعايته المقيمين والمغتربين؛ إذ أقام منذ عام 1950 م. مركز وكيل مشيخة العقل في كلّ منطقة من بلدان العالم يسكنها الدّروز، وأذن لهذا الوكيل كتابة الصّداق والصّلاة على الميت حسب الطّقوس المتعارف عليها. كما رعى المؤتمرات الّتي أجراها المغتربون خارج لبنان أو داخله، وأرسل الموفدين ليمثّلوه فيها.

وممّا يُذكر عنه مساعدته لمنكوبي الحوادث الطّبيعيّة، كما في زلزال عام 1956 م.، ومنكوبي الحوادث الأمنيّة كالمساعدات الّتي قدّمها لأبناء جبل العرب إبّان عدوان الشّيشكلي على الجبل عام 1954 م.، وللمنكوبين إبّان الأحداث اللّبنانيّة بين العامَيْن 1975 و-1990 م وغير ذلك.

فارق الشّيخ محمّد الحياة في الرّابع والعشرين من تشرين أوّل عام 1991 م.، تاركًا مسيرته الّتي يشهد لها التّاريخ في ذاكرة الموحّدين. وقد قيل الكثير عن الشّيخ محمد في حياته وبعد مماته، ورثاه الكثيرون ومنهم رؤساء الجمهوريّة ومجلس النّوّاب ومجلس الوزراء والوزراء والنّوّاب، والقادة، ورؤساء الطّوائف الرّئيسة في لبنان، والمفكّرون وعامّة النّاس؛ رحمه الله تعالى.

من أقواله: “ليس للسُّنّيّ ولا للوهّابيّ ولا للدّرزيّ ولا للجعفريّ أيّة منّة أو أفضليّة في إسلامه، وليس من حقّ أيّ مسلم أن يُكفِّر غيره. فالجميع مسلمون ما دام القرآن كتابهم وما داموا يشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا رسول الله، وحسابهم جميعًا على الله”.

“تقبّلوا الإسلام دينًا، واتّخِذوا الفاطميّة مذهبًا”.[2]

وممّن تحدّثوا عن الشّيخ المرحوم محمّد أبي شقرا كان سماحة شيخ عقل الموحّدين الدّروز في لبنان سابقًا الشّيخ نعيم حسن، فقال: “عندما نذكر سماحة الشّيخ محمّد أبو شقرا فإنّنا في الحقيقة نستحضر شيخًا وقورًا وحضورًا وازنًا في التّقاليد الوطنيّة ترجح كفّته على أيّ حضور آخر. من بناء دار طائفة الموحّدين الدّروز في بيروت، الّتي أرادها أن تكون مدماكًا وطيدًا ثابتًا في بنيان وطننا لبنان، إلى المؤسّسة الصّحّيّة في عين وزّين، مسيرة توحيديّة وطنيّة مثمرة، رسّخت علاقات وطيدة… سماحته كان مسكونًا بإرادة الإصلاح الاجتماعيّ على قاعدة أنّ الخير أفعال وإنجازات، وليس مقصورًا على هاجس خلاص الذّات وحسب… فكان المبادر إلى مأسسة القضاء المذهبيّ الدّرزيّ ومشيخة العقل وإنشاء المجلس المذهبيّ…”.

وتحدّث سماحة شيخ عقل الموحّدين الدّروز الحاليّ د. الشّيخ سامي أبو المنى عن مسيرة الشّيخ الرّاحل مستذكرًا “مواقفه الوطنيّة والعروبيّة فاعلًا ومتفاعلًا مع إخوانه القادة الرّوحيّين الأعزّاء… لقد كان سماحته حريصًا على الوحدة الوطنيّة، ضنينًا بوحدة الصّفّ الدّرزيّ، كذلك وهو القائل في وداع الأمير مجيد أرسلان، في العام 1983: إنّ إقامة حفل الصّلاة في قصر المختارة العامر يثبت أنّنا كلّنا واحد، وأنّ موقف الطّائفة عزيز بوحدة صفّها، قويّ باتّحاد كلمتها”.

وقال فيه ممثّل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي المطران بول عبد السّاتر: “…الوفاء يقضي منّا أن نضيء على إنجازاته، فالأثر الّذي تركه سماحة الشّيخ المرحوم محمّد أبو شقرا، خلال رئاسته لمشيخة الموحّدين الدّروز على مدى أربعة عقود ونيّف طُبع في ذاكرة الدّروز والوطن صورة رجل مؤمن وعصاميّ، فدأب منذ تولّيه رئاسة المشيخة سنة 1949 م. في تنظيم شؤون الطّائفة على المستوى الدّينيّ والإداريّ، معزّزًا دورها في الحياة السّياسيّة اللّبنانيّة، فأنشأ دار الطّائفة الدّرزيّة في بيروت الّتي أصبحت مقرًّا لمشيخة العقل، وأسّس المجلس المذهبيّ للطّائفة، ومحكمة الاستئناف العليا الدّرزيّة. أمّا على الصّعيد الاجتماعيّ فأنشأ المؤسّسة الصّحيّة للطّائفة الدّرزيّة عام 1982 في بلدة عين وزّين. وعلى الصّعيد الوطنيّ، فقد واكب سماحته الأحداث اللّبنانيّة، وكانت له المواقف الواضحة الّتي شدّد فيها على ضرورة ترسيخ الرّوح الوطنيّة والمساواة بين المواطنين، مشيرًا في إحدى مقابلاته الصّحفيّة (جريدة اللّواء 15|/7/1985)، إلى أنّ المساواة بين الطّوائف كفيلة بإنهاء الحرب. وفي مقابلة أُخرى “إنّ لبنان هو وطن لجميع اللّبنانيّين وسيبقى للجميع، وبالتّالي لا للدّولة المسيحيّة ولا للدّولة الإسلاميّة، نعم لدولة تضمّ جميع اللّبنانيّين” (مجلّة المنبر في 1/7/1986)”.

وقال رئيس بلدية عمّاطور وليد أبو شقرا في المرحوم الشّيخ أبي شقرا: “علّمتنا سيرته من خلال مسيرته، ألّا نقول سنفعل، بل أن نقول فعلنا، تلك أمثولة لو أخذ بها هذا الشّرق لتبنّ أبناؤه الفجر الصّادق ولأقدموا على ما فيه صلاح أمورهم… سيّدي يا شيخ العقل، ربع قرن على رحيلك انقضى في ذكرى الوفاء لك، تعاهدك عمّاطور على العمل بمضمون وصيّتك ووصاياك”.

ونحن ننقل للقارئ وصيّة المرحوم الشّيخ محمّد أبي شقرا، سماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز في لبنان، منذ عام 1949 م. حتّى وفاته 1991 م.، رحمه الله، وقد وجّهها لعموم أبناء الطّائفة المعروفيّة:

“إخواني وأبنائي، لم أشأ أن أغادر هذه الفانية لملاقاة وجه ربّي دون أن أبلغكم بعض هواجسي الّتي لم تغب عن تفكيري وتوجّهاتي طوال حياتي. وقد رأيت أن أوجز تلك الهواجس في هذه الرّسالة الّتي وددت أن تحمل معنى “الوصيّة” لما أعلّقه على استيعابها والأخذ بها من أهمّيّة قصوى في الحاضر والمستقبل بالنّسبة إلى طائفتنا الدّرزيّة الكريمة عامّةً، وإلى كلّ فرد من أفرادها بصورة خاصّة. وعليه فإنّي أناشدكم بحقّ ما عرفتم به من إباء وشمم ووعي ومروءة: أن يتذكّر كلّ فرد منكم دائمًا أصله، وجذوره، وتراث الطّائفة الدّرزيّة وتاريخها، وأمجادها، وأن يروي ذلك لأحفاده وأولاده، ويزرع في أفكارهم ونفوسهم فضيلة التّمسّك بالقواعد المسلكيّة والأخلاقيّة الّتي كانت وراء تلك الأمجاد الباهرة، والتّاريخ المضيء، وأن تحافظوا على تماسككم ووحدة صفّكم في السّرّاء والضّرّاء على حدّ سواء، وأن تعملوا دائمًا على بقاء قيادتكم واحدة موحّدة في الظّروف كلّها، لأنّ التّجارب الكثيرة الّتي مرّت بها الأمم والشّعوب قد أكّدت أنّ لا منعة لأيّة أمّة، ولا رفعة، ولا تقدّم، ولا طمأنينة، ولا استقرار، ولا كرامة إذا ابتليت بالتّخاصم والتّفرّق. أحذّركم من الهجرة المتمادية الّتي تحمل في طيّاتها بذور التّفتّت والتّفكّك الموّلدين للضّعف العامّ على المدى الطّويل مع ما ينشأ عن ذلك – في كثير من الأحيان – من فقدان لهويّة وطنكم الّتي وفّرت وتوفّر لكم كلّ عوامل المهابة والاحترام والاستقرار. أحذّركم الزّواج بالأجانب لما في ذلك من تنكّر لمبادئ العقيدة التّوحيديّة وخروج عن كلّ تقاليدها وعاداتها الشّريفة، فضلًا عمّا يتولّد عن ذلك من طمس لهذه العادات والتّقاليد، ووأدٍ لكلّ ما يتّصل بها – ممّا نفخر به – من تاريخ وتراث، لا تقتصر نتائجه عليكم، بل تتعدّاكم إلى أبنائكم الّذين يُصبحون في غربة تامّة عن كلّ تلك القواعد الصّلبة الّتي ساعدت آباءكم وأجدادكم على النّهوض بأشقّ المسؤوليّات ومواجهة أفدح الأخطار واحتلال المركز المرموق خلال تاريخهم الحافل بالمآثر والمروءات. أحذّركم من السّقوط في حَمْأة المخدّرات وتعاطيها، والمُسكرات، وممارسة ألعاب القمار، والتّدخين – ليس لأنّها من المحرّمات فحسب – بل لأنّها تُفقد الصّحّة والمال والرّجولة والكرامة أيضًا في أحيان كثيرة. أحثّكم على الإقبال على تحصيل العلوم التّطبيقيّة وعدم الاكتفاء بالعلوم النّظريّة، كما أحثّكم على إيلاء النّشاطات التّجاريّة والصّناعيّة والفنّيّة المحترمة قسطًا وافرًا من جهدكم، وذلك لكي لا يسبقكم الزّمن فتظلّوا على صلة وثيقة بما هو مألوف في العصر الّذي تعيشون فيه والمليء بالتّحدّيات القائمة بين الأفراد والجماعات. هذه هي رسالتي بل وصيّتي لكم أيّها الإخوان والأبناء الموحّدون، وإنّي لآمل أن تتأمّلوا في مضامينها، وتدقّقوا في أبعادها، وتعملوا أفرادًا وجماعات لأنّي مؤمن بأنّ في التزامها صونًا لوجودكم الكريم، وتحصينًا لهذا الوجود في الوطن وخارج حدود الوطن على مدى الأيّام والدّهور والله المستعان على ما فيه خيركم وعزّتكم وسعادتكم”.

_______________________________________________

[1] كان الشّيخ محمّد، رحمه الله، على دراية بطبيعة منصبه، فكان على وفاق مع الزّعامة الدّرزيّة، غير أنّه كان ضدّ مظاهر الانقسام على أساس الغرَضيّة. وكان في نهجه الإصلاحيّ متّفقًا مع المعلّم كمال جنبلاط الّذي أقرّ كل ما قرّره الشّيخ محمّد من إصلاحات في الصّعيد الدّرزيّ، كونها جزءًا من الإصلاح الّذي يُعمل من أجله في الصّعيد العامّ.

[2] مجلة الضّحى، تشرين أوّل 1971، ص. 18-19.

* * *

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. البعيني، حسن أمين. الشّيخ محمّد أبو شقرا فصول من التّاريخ في مسيرة عِلم. الشّوف: معرض الشّوف الدّائم للكتاب، 2017.
  2. ناطور، سميح. “الشّيخ محمّد أبو شقرا”. موسوعة التّوحيد الدّرزيّة. سميح ناطور (تحرير)، ج. 1 (2011).
  3. البعيني، حسن أمين. “الشّيخ محمّد أبو شقرا”. مجلّة الضّحى، 1 آذار (2014): https://dhohamagazine.com/
  4. الحلبيّ، عبّاس. الموحّدون الدّروز؛ ثقافة وتاريخ ورسالة. بيروت: دار النّهار، 2008، ص. 141-142.
  5. رباح، رامز. من تاريخ بني معروف المشرّف. مجدل شمس: د. ن.، 2021، ص. 143-144.
  6. فرّو، قاسم رجا. الدّروز، شهادات أعلام ووثائق. عسفيا: الوادي، 1996، ص. 54-55.
  7. أبو مصلح، حافظ. تاريخ الدّروز في بيروت 1017-1975. بيروت: دار صادر، 1998، ص. 63.
  8. مجلّة الضّحى، تشرين أوّل 1971.
  9. شيخ العصر 1910-1991.
  10. موقع مشيخة العقل لطائفة الموحّدين الدّروز في لبنان: https://mouwahidoundruze.gov.lb/

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה