الشّيخ أبو صافي محمّد أبو ترابيّ

الشّيخ أبو صافي محمّد أبو ترابيّ

الشّيخ أبو صافي محمّد أبو ترابيّ[1]، ويُقال: لقبُه “الصّافي” لصفاء نفسه ونقاء سريرته. وهو من آل أبي تُراب الّذين كانوا من سكّان قرية حرفيش، في جليل فلسطين، ثمّ ارتحلوا إلى وادي التّيم في زمن الحروب الصّليبيّة وقيام الدّولة اللّاتينيّة في القدس، فسكنوا بلدةَ عين حِرشا، قضاء راشيّا، في محافظة البقاع اللُّبنانيّة. اتَّصَف الشّيخ أبو صافي محمّد بالشّجاعة والبطولة، والقوّة والخِفّة في جسمه، والمهارة في ضرب السّيف، وقيل عنه: إنّه وهو مارّ في طريقه كان يطير أمامه رفٌّ من طائر الحَجَل فيضرب بسيفه ويُصيب منه ما يُصيب.[2]  

كان من مُعاصري الشّيخ الفاضل محمّد أبي هلال، رضي الله عنه، ومن تلاميذه ومُرافقيه المخلصين الأوفياء.[3] فلمّا اشتهر الشّيخ أبو هلال بالتّديُّن والاعتزال في الجبال انضمّ إليه الشّيخ أبو صافي وسار على خطاه في كلّ ما يفعله من تقشُّف وعبادة، وتخلّي عن فُتون الدّنيا، وتوجُّه إلى الباري عزّ وجلّ بنفس مؤمنة وطاهرة. عايش الشّيخ أبو صافي الشّيخ الفاضل، رضي الله عنه، طيلة أيّام حياته، ولازَمَه في انفراده وتنقُّله في الجبال وإقامته في الكهوف والمغاور، وكذلك في زياراته إلى بلاد الشّوف، وبلاد صفد ودمشق. وسكَن معه قريةَ عَين عَطا، بعد تركه الجبال، ولم يُفارقه حتّى آخر رمق من حياته.

من القصص الّتي تُحكى عن الشّيخ أبي صافي محمّد إنّه في مرّة من المرّات، حين كان في أرض الشّام، مرَّ في ليلة من اللّيالي في واحدة من حاراتها القديمة، فسمع فتاة تستغيث وكانت ضعيفة يقتادها ثلّة من المرتزقة وهي تبكي وتستنجد، فلحقهم الشّيخ أبو صافي وخلّص الفتاة من بين أيديهم وأعادها إلى أهلها سالمة. عندها أراد والد الفتاة ردّ الجميل فقدّم إلى الشّيخ صرّةً من الذّهب. روى الشّيخ الصّافي للشّيخ الفاضل، رضي الله عنه، ما حصل معه، فأشار عليه الأخير أن يبني مجلسَ ذِكْر في منطقة باب مصلّى بقيمة الذّهب الّذي مُنحَه، وهكذا كان.[4]

توفّي الشّيخ أبو صافي عام 1656 م. بفالج نزل على الجزء الأيمن من جسمه فيبَّسَه إلى قدمه، ودُفن قريبًا من مدفن الشّيخ الفاضل، رضي الله عنه، وكُتب على بلاطة ضريحه: “ضريح الشّيخ أبي صافي محمّد أبو ترابي”.

_______________________________________________

[1] يرِد عند صاحب مناقب الأعيان الاسم “طرابي” وكذلك “ترابَة”. انظر: فرحان سعيد العريضي، مناقب الأعيان (عاليه: مدرسة الإشراق، 1994)، ج.1، ص. 269.

[2] العريضي، مناقب الأعيان، ص. 269.

[3] المصدر نفسه، ص. 172؛ قاسم بركات، الشّيخ الفاضل محمّد أبو هلال الكوكباني، سيرة وآثار (د. م.: معرض الشّوف الدّائم للكتاب، 2001).

[4] راجع: نسيب بدر، “الشّيخ الصّافي – الشّيخ أبو صافي محمّد أبو ترابي تلميذ سيّدنا الشّيخ الفاضل أبي محمّد هلال (ر)”، العمامة 159 (كانون ثانٍ 2022).

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. بدر، نسيب. “الشّيخ الصّافي – الشّيخ أبو صافي محمّد أبو ترابي تلميذ سيّدنا الشّيخ الفاضل أبي محمّد هلال (ر)”. العمامة 159 (2022).
  2. بركات، قاسم. الشّيخ الفاضل محمّد أبو هلال الكوكباني، سيرة وآثار. د. م.: معرض الشّوف الدّائم للكتاب، 2001.
  3. العريضي، فرحان سعيد. مناقب الأعيان. عاليه: مدرسة الإشراق، ج. 1، 1994.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה