الشّيخ محمّد عبد المالك العِسّ الأشرفانيّ

الشّيخ محمّد عبد المالك العِسّ الأشرفانيّ

الشّيخ محمّد عبد المالك (ويُقال عبد المَلِك) العسّ الصّحناويّ الأصل المُلقَّب بالأشرفانيّ (نسبةً إلى الأشرفيّة وهي من ضواحي دمشق)، رضي الله عنه، كان معاصرًا للشّيخ الفاضل، رضي الله عنه، وكان من المشايخ الأتقياء وواحدًا من المؤرّخين الثّلاثة البارزين من أبناء التّوحيد، وهم: صالح بن يحيى، ابن سباط والأشرفانيّ. لُقّب بالعِسّ لأنّه كان يوقظ العُبّاد للصّلاة، ونسبُه يرجع إلى بيت الفقيه.

كان بارًّا بالإخوان، فشاع ذِكرُه في البلدان، وكان يُقتدى به لحُسن سلوكه على طاعة الله سبحانه وتعالى. افتُريَ عليه في بلده ووسط إخوانه في مجلس ليلة الجمعة، حين اتّهمه سائس الخلوة واتّهم نفسَه وإيّاه بفعلهما ما لا يُفعل من المعاصي من أقبح الأمور وشرب الخمور، وكان السّائس يقصد الإيقاع بالشّيخ التّقيّ الدّيّان. ولمّا سمع الحاضرون شهادة السّائس قالوا: “مَن كانت هذه أعمالُه فليخرُج من بيننا”، فقام السّائس وترك المجلس. أمّا الشّيخ الأشرفانيّ فبقي صامتًا ولم يُدافع عن نفسه، ثمّ خرج من المجلس ولم يعارضه أحد. بعد هذه الحادثة غاب الشّيخ الجليل عن بلده حتّى غابت علومه عن قرى الشّام قرابة سبع سنين، وكان قد توجّه إلى تلّ يقع غربَ بلدة الدَّيْر عليّ، وسكن مغارةً هناك، وسلك مسالك الطّهارة والتّقوى، وانقطع لعبادة الله تعالى من دون أن يعلم به أحد من النّاس.

وفي يوم من الأيّام زار شخص من أهالي الدّير عليّ المقام الّذي في رأس التّلّ المذكور، وكان بصحبة أهل بلده الّذين دعاهم إلى مشاركته فرحه. وحين اقترب النّاس من التّلّ لاح لهم شخص قرب المقام، فظنّوه لصًّا، ولم يوفّقوا في العثور عليه. وكان بين الحاضرين شابّ ينظر من سفح التّلّ، وإذ هو يشاهد آثارًا تدلّ على مدخل مغارة. فقدم إلى المكان وفتح المغارة ووجد الشّيخ ملتفًّا بعباءته وقد غيّر الزّمان أحواله. ولمّا سأله الشّاب من يكون أجابه “أنا محمّد المتهوم، وليس لكَ فيَّ حاجةٌ ولا لُزوم”، فارتمى عليه الشّاب بالتّقبيل، ودار بينهما البكاء والعويل.

هكذا خرج الشّيخ الجليل من مغارته بعد سنين، وكانت ساعة يُسطّرها التّاريخ. وأصبح يفيض على المشايخ الدّيّانين من عُلومه الّتي أشاروا عليه، لاحقًا، بتدوينها في كتاب هو المؤلَّف الّذي سمّاه صاحبه الجليل عُمدة العارفين في قصص النّبيّين والأمم السّالفين، فاستغرق في تأليفه سبع سنوات، وأورَدَهُ في ثلاثة أجزاء. وكان كتابه الثّمين هذا سببًا في وشاية شيخ الكَسْوَة عليه عند الوالي التّركيّ في أرض الشّام، غير أنّ الوالي أكرمه وبجَّله بعدما تبيّن له صدق قوله، وأُعجب بجلالة مواضيع كتابه وتصنيفه.

صفحة من كتاب عمدة العارفين (المؤلَّف) للشّيخ الأشرفانيّ

الشّيخ الأشرفانيّ زار الشّيخ الفاضل في خُلوته، في دمشق، ولاحقًا طلب زيارته مرّة ثانية في رسالة بعث بها إليه، صدَّرها بنصّ نثريّ ابتدأه بما يلي:

“باسمه تعالى نسأله نوالًا إلى حضرة جمال الإسلام، ومعدن الفضل في الأحكام، حامي حَوْزة الدّين، مُفيد الطّالبين، وقدوة العارفين، شيخِنا الأعلى، وعزيزنا الأغلى، عظَّم الله شأنه…”.

* * *

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. الأشرفاني، محمّد بن عبد المالك. عمدة العارفين في قصص النّبيّين والأُمم السّالفين؛ مقدّمة الكتاب. د. م: د. ن.، د. ت..
  2. الباشا، محمّد خليل. “الأشرفانيّ، محمّد بن مالك المنسوب إلى أشرفيّة الشّام الّتي وُلد فيها”. معجم أعلام الدّروز. محمّد خليل الباشا (تحرير). ج. 1 (1990)، ص.179-180.
  3. رباح، رامز. من تاريخ بني معروف المشرّف. مجدل شمس: د. ن.، 2021، ص. 180.
  4. زهر الدّين، ربيع حميد. سيرة العالم التّقيّ الشّيخ أبي عبدالله محمّد بن عبد المالك الشّهير بـ: الأشرفاني. د. م.: دار الكتاب، 2001.
  5. العريضيّ، أبو صالح فرحان سعيد. مناقب الأعيان. عاليه: مدرسة الإشراق، ج. 1، ص. 273-280.
  6. الكندي، محمّد طاهر بن عليّ. المغني في ضبط أسماء الرّجال ومعرفة كنى الرّواة وألقابهم وأنسابهم. بيروت: دار الكتاب العربيّ، 1982.
  7. ناطور، سميح. ” أبو عبدالله محمّد بن عبد المالك”. موسوعة التّوحيد الدّرزيّة. سميح ناطور (تحرير)، ج. 1 (2011).
  8. منشأ الشّيخ الأشرفانيّ، مخطوط.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה