تأثير القيم والمعتقدات في أنماط الإدارة لدى المُديرات والمُديرين “الدّروز”
المحاضر: د. رضوان منصور
تاريخ المحاضَرة: 12 نيسان 2022
تشرّفنا باستضافة د. رضوان منصور، من جامعة غرب تيميشوارا، في محاضرة قيّمة طرح فيها بحثه حول “تأثير القيم والمعتقدات في أنماط الإدارة لدى المُديرات والمُديرين الدّروز”، وذلك ضمن الحلقة الدّراسيّة مع زملاء البحث في مركز التّراث الدّرزيّ.
يتمحور البحث حول الرّوابط بين القيم وأساليب الإدارة، وهو يميّز القيم الّتي يحملها المُديرون والمديرات “الدّروز”، يرتّبها وفق تدرُّج أهمّيّتها، يُوازنها مع القيم التّقليديّة الّتي يشبّ عليها هؤلاء، حسب العقيدة والقواعد الدّينيّة، ويفحص الفروقات بين شرائح السّكّان حسب الجنس، درجة التّديُّن، الفئة العُمُريّة وغير ذلك. إلى جانب ذلك تبحث هذه الدّراسة، بمقاييس الإدارة حسب قِيَم ((MBV، أيّة أنماط إداريّة تتوافق مع القِيَم الّتي يحملها المديرون “الدّروز”، ما الفرق بين الشّرائح السّكّانيّة؟ هل لهذه القيم تأثيرات تحفيزيّة تتعلّق بالإدارة والقيادة؟ وهل هي تُشكّل بوصلة تُرشد المديرات والمديرين “للدّروز”؟
يناقش البحث السّؤال التّالي: هل القيم الّتي يشبّ عليها الدّروز تبقى تُرافقهم حين اعتلائهم عرش الإدارة؟ وهل هذه القيم تُوجّه أسلوب إدارتهم أم إنّها تتغيّر على طول الطّريق؟
تطرّق البحث إلى مجتمع الموحّدين الدّروز من جوانب عدّة، بوصفِهِ مجموعة عرقيّة ذات خصائص فريدة تبرز في نواحٍ كثيرة؛ الدّينيّة، الاجتماعيّة والثّقافيّة، وكذلك الدّيموغرافيّة والجغرافيّة، التّاريخيّة والتّراثيّة، الأنثروبولوجيّة والوراثيّة. ويطرح البحث نقاشًا حول هويّة أفراد هذه المجموعة العرقيّة الّتي تمرّ وتنتقل عبر صلة عاطفيّة-روحانيّة لا يمكن تفسيرها، لكنّها متأصّلة في قلوب الموحّدين الدّروز وأرواحهم، هي صلة عابرة للحدود تشكّل ماضيًا قديمًا، حاضرًا ومستقبلًا من دون هويّة إقليميّة خاصّة تُحيدها، إلى حدّ كبير، عن التّسييس الدّينيّ.
أشارت النّتائج إلى أنّ قِيَم: المحافظة على العادات والتّقاليد، الامتثال والمطابقة والكرم كانت سائدة وذات أهمّيّة كبيرة لدى غالبيّة الموحّدين “الدّروز”. هذه القيم تعكس قيمًا اجتماعيّة متّصلة بالمسؤوليّة والولاء للجماعة، وهي أقلّ توجّهًا نحو القيم الّتي تقوّي الفرد، مثل: تمجيد الذّات، السّيطرة، المُتعة والقوّة. هذه القيم الاجتماعيّة تتماشى مع القيم الدّينيّة الّتي توجّه الشّريعة الدّينيّة والقواعد الحياتيّة للموحّدين “الدّروز”.
معاملات ارتباط موجبة قويّة وُجدت في الصّلة المباشرة بين بعضٍ من القيم والعُمُر. يبدو أنّ متغيّر العُمُر يؤثّر بِصِلَة عكسيّة في قِيَم المُديرين الّذين سُئلوا، بحيث كلّما تقدّم المُديرون في السّنّ فقدت قيمتَي المتعة والتّحفيز لديهم من أهمّيّتهما، بخلاف الحال لدى المديرين الشّباب الّذين تتراوح أعمارهم بين 20-50 عامًا، والّذين يرتبطون مباشرة بهذه القيم.
يظهر أنّ غالبيّة المديرين الموحّدين “الدّروز”، في سلوكهم اليوميّ، وقفوا على محور يتحرّك بين القيادة التّحوُّليّة/ التّحويليّة والقيادة التّبادليّة المجزية، إلّا إنّ ذلك ليس متجانسًا. إلى جانب ما سبق ذِكره، برزت مظاهر مميّزة لأساليب الإدارة المختلفة بين شرائح المجتمع البحثيّ بين الجنسين، وبين المتدينين وغير المتديّنين، وكذلك في الفئات العُمُرية وفقًا لخصائص شرائح المجتمع “الدّرزيّ” في إسرائيل.
