طليع حمدان

طليع نجيب حمدان، أبو شادي، هو واحد من الزّجّالين اللّبنانيّين، وُلد في التّاسع عشر من كانون ثانٍ عام 1944 م.، في قرية عين عنوب، في الشّوف اللّبنانيّ، وتزوّج السّيّدة سلوى حمدان، ولهما أربعة أبناء: شادي، زينة، سحر وخزام.

نشأ طليع حمدان في قرية يسودها جوّ الزّجل، ومنذ صغره تميّز بحبّه للفنّ والشّعر والزّجل. أمّا الزّجل كما عرّفه منير وهيبة الخازن في كتابه الزّجل فهو “نظم كلام العوام على الإيقاع، وأشكاله عديدة لا تُحدّ. وتقطع الأزجال على الموازين حسب الحروف والمقاطع أو الوحدات الملفوظة دون تقيُّد بالقواعد العربيّة وأوزان الفصيح”.[1] والزّجل اللّبنانيّ هو الأكثر شعبيّة، والزّجّال؛ أي: شاعر الزّجل، معروف بقدرته على التّعبير عمّا يريد من خلال شعره وبلغة عامّيّة بسيطة، وعادةً يكون الزّجل ارتجاليًّا بين عدد من الزّجّالين ترافق أصواتهم بعضٌ من الآلات الموسيقيّة.

كان طليع حمدان يتابع الزّجل منذ أيّام الدّراسة في المرحلة الابتدائيّة، وعن نفسه حكا أنّه كان يجمع النّقود ويهرب من مدرسته ليحضر حفلات الزّجل في قريته. أمّا بداية انطلاقته في مشواره الفنّيّ مع الزجل فكانت في الحفلة الرسمية الأولى له الّتي أقامها إلى جانب زين شعيب وكان طليع، حينها، في الثّانية والعشرين من عمره. وفي عام 1975 م. شكّل طليع حمدان جوقة جديدة بقيادته تحت اسم “جوقة لبنان الجديد”، وكان أعضائها إلى جانبه الشّعراء: نزيه صعب، أنطوان سعادة وخليل شحرور. وبعد حوالي سنتين استبدل اسم الجوقة فأصبح “جوقة الرّبيع” وانضمّ إليها الشّاعر عادل خدّاج.

يُعدّ طليع حمدان واحدًا من القامات البارزة والفنّانين اللّبنانيّين الكبار في عالم الزّجل، ويُلقَّب بـ-“شاعر المِنبرَيْن”، وهو معروف بجمال صوته وحنيّته. غنّى طليع حمدان الكثير من القصائد الّتي نظمها في مواضيع مختلفة، فمنها للشّعب الفلسطينيّ، للفرح، للتّرح، وقد برز في شعره وقصائده الّتي وهبها لوطنه لبنان.

أقام طليع حمدان حفلات زجليّة في عدّة دول حول العالم، مثل: كندا، أمريكا، إفريقيا، الكويت وإمارات الخليج العربيّ. واشترك في عدّة مباريات إلى جانب كبار الشّعراء، وحاز على عدّة أوسمة ودروع تقديرًا لعطائه وتكريمًا له، منها: وسام الأرْز الّذي منحه إيّاه الرّئيس إميل لحّود، عام 2001 م.؛ درع تقديريّ منحه إيّاه رئيس الحكومة المرحوم رفيق الحريريّ، عام 2002 م.؛ درع من الجامعة الثّقافيّة في العالم سيدني في استراليا، عام 2002 م.، كما حاز على ميداليّة كمال جنبلاط من المكتبة الوطنيّة في بعقلين، عام 2013 م.

في تاريخ 20 أيلول عام 2015 م. أُقيم حفل تكريم أُزيح فيه السّتار عن تمثال الشّاعر طليع حمدان في السّاحة العامّة لبلدته، عين عنوب. وخلال الحفل ألقى الشّيخ نزيه صعب، ممثّل شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز نعيم حسن، كلمة تهنئة لرفيقه الشّاعر طليع حمدان قال فيها: “مَن قال إنّ تمثال طليع حمدان نُحت اليوم ونحتفل به اليوم؟ لا. إنّ تمثال طليع الحقيقيّ زُرع في قلوب محبّيه منذ بدأ طليع رحلته مع الشّعر. أنا لا أؤمن أنّ الإنسان المبدع ينمو ويكبر، أنا أؤمن أنّ الكبار يولدون كبارًا، وهكذا طليع، وُلد شاعرًا كبيرًا من البداية، هكذا عرفته من فجر السّتّينات حين ملكتنا ملكة الشّعر وملكناها، وهكذا عرفته عندما رافقته في فرقة لبنان الجديد، وهكذا أعرفه اليوم، فهنيئًا لك يا وطني بطليع حمدان، طليع لبنان”. وبعدها ألقى قصيدة تهنئة.

نظم طليع حمدان قصائد عدّة لطائفة الموحّدين الدّروز ولمشايخها، منها قصيدة زجليّة مهداة إلى فضيلة الشّيخ أمين طريف، رحمه الله، بعنوان “تمنّيت شوفَك يا علَم لَفّاتنا”، ومطلعها:

“تمنّيت شوفَك يا علَم لَفّاتنا                       طلّيت من خلواتك لخلواتنا

ولا فرق بين تراب أو ثاني تراب                    ما زالها تراباتك تراباتنا

طُلّ يا شيخ الفضيلة والصّواب                   لازم نشوفك يا بطل بيناتنا

وتاتِلْبس الأرْزات من طُهرك ثياب                 وتُنشر خيالك عا مجد أرْزاتنا

كما نظم قصيدة زجليّة في رثاء المغفور له سلطان باشا الأطرش، القائد العامّ للثّورة السّوريّة الكبرى، ومن أبايتها:

جايين يا سلطان من لبنان                           ومن الأزرق ومن هضبة الجولان

بين السّويدا والقريّا نْطوف                          بمأتم وليّ للصِّدِق والإيمان

والشّعب مثل البِكر عم بِطوف                   يِبكي التّقيّ والطّاهر الدّيّان

تا أصبَح جْبين الشّرق مكسوف                  بغَيْبِة بطل من عيلِة الطُّرشان

قبلُه خْسِرنا معلِّم مَعروف                           وخْسِرنا كمال اللّي كَبَّر الأوطان

واليوم عا غَيْبِة بطل موصوف                     تْنَهَّد تْرابُه بِفَيِّة الأكفان

وصُرنا من أرض البطولة ألوف                   من الشّوف حتّى معلِّم الأزمان

تحرَّك ضريحُه وقالَّك من الشّوف                             يا غِبِن قلبي عليك يا سُلطان”

ومن قصائده الوطنيّة قصيدة زجليّة أهداها إلى اللّبنانيّين جميعًا، من أبياتها:

“لبنان فيك الشّاعر تغنّى                             ولون الطّبيعي بلونَك تكنَّى

والزَّهِر كلّ شي النّحل تِمّو باس                   غير منَّك شَهْد ما جنّى

وتا النّاس تِرجع تُلْقُط الأنفاس                    ونرجع حبايب متِل ما كنّا

قولوا لهالحُكّام والحرّاس                             خلوا شَعْب لبنان يتهنّى”

 

[1] الخازن، منير وهيبه. الزّجل-تاريخه، أدبه، أعلامه. حريصا: المطبعة البولسيّة، 1952، صفحة 45.

***

للتّوسُّع والاستزادة:

  1. خوري، روبير. موسوعة الشّعر العامّيّ اللّبنانيّ. د. م.: منشورات صوت الشّاعر، ج. 1، 2008.
  2. خوري، روبير. الزّجل اللّبنانيّ منابر وأعلام. د. م.: منشورات صوت الشّاعر، 2015.
  3. حمدان، طليع. اسألوا التّاريخ (شعر). د. م.: الجبل الأخضر، 1986.
  4. “طليع حمدان”. العمامة 61 (تشرين ثان، 2004).
  5. “طليع حمدان”. (2023، نيسان، 23)، في ويكيبيديا الموسوعة الحرّة: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%84%D9%8A%D8%B9_%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86
  6. https://www.youtube.com/watch?v=ZHmIvXm_2A4

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה