معركة المسيفرة (1925 م.)

المسيفرة هي قرية سوريّة تقع جنوب محافظة دَرْعا، وقعت فيها معركة في تاريخ 17 أيلول عام 1925م. ودُعيت بِاسمها، وهي تعدّ من أهمّ المعارك العسكريّة بين الثّوّار السّوريّين والجيش الفرنسيّ، في المرحلة الأولى من الثّورة السّوريّة الكبرى، ونتيجتها كانت انتصار الجيش الفرنسيّ واحتلاله السّويداء.

انتصار الثّوّار في معركة الكَفْر (22 تمّوز 1925م.) ومعركة المزرعة (2-3 آب 1925م.)على الجيش الفرنسيّ، كانا سببًا قويًّا، آمن به الدّروز، لإصرارهم على متابعة المواجهة وقناعتهم بقدرتهم على هزيمة الجيش الفرنسيّ، رغم تفاوت قوى الطّرفين وقدرتهما العسكريّة.

قرّر العسكر الفرنسيّ، بعد معركة المزرعة، تجنيد أكثر من 1,500 جنديّ ومهاجمة السّويداء. في الوقت نفسه كان سلطان باشا الأطرش يواصل استعداداته لمواصلة المحاربة ضدّ القوّات الفرنسيّة مع عدد من القادة، مثل:عادل أرسلان، فؤاد سليم،عبد الرّحمن الشّهبندر وغيرهم.

يقول القائد سلطان باشا الأطرش في مذكّراته إنّه تسلَّم رسالة من المجاهد محمّد عزّ الدّين الحلبيّ، جاء فيها ما يلي: “نُعلمكم بأنّ الجيش الفرنسيّ قد تمركز في قرية المسيفرة ونصب خيامه على البيادر والأراضي المجاورة لها، وحفر الخنادق، ومدّ الأسلاك الشّائكة حولها. وقد وصلت طلائعه فاشتبكت خيالتنا معها مساء أمس وصباح اليوم. ونقترح مهاجمة المسيفرة، واحتلالها فورًا، قبل أن تقوى شوكة الفرنسيّين فيها، وتغدو قاعدة حصينة لهم يشنّون منها غاراتهم علينا”.

بعد المشاورة واتّخاذ القرار، وبقيادة سلطان باشا الأطرش وقادة آخرين، مثل: الشّيخ سلمان حمزة، توجّه الثّوّار نحو المسيفرة في ليل 16 أيلول 1925م، عند السّاعة الثّالثة والنّصف ليلًا، من النّاحية الشّرقيّة للقرية، وفجأة أُطلقت رصاصة من بندقيّة واحد من الثّوّار فشقّت صمت اللّيل ونبّهت الفرنسيّين، فأخذوا يطلقون الأسهم النّاريّة، وبعدها أخذوا يطلقون الرّصاص من بنادقهم، فسقط الكثير من القتلى والجرحى من الثّوّار في الدّقائق الأولى من الهجوم. واصل قسم من الثّوّار تقدّمهم واستطاعوا عبور الأسلاك الشّائكة بشجاعة،ثمّ استولوا على الكثير من الأسلحة وعلى اصطبلات خيول كثيرة، فدارت في القرية معركة عنيفة.

وفي صباح 17 أيلول 1925م، حاول الثّوّار الّذين لم يتمكّنوامن دخول القرية ليلًا أن يدخلوها، إلّا أنّ محاولتهم باءت بالفشل بسبب نيران الفرنسيّين وقنابلهم،واضطرّوا إلى التّراجع. أمّا الثّوّار الّذين دخلوا المسيفرة في المعركة اللّيليّة فقد اضطرّوا إلى الانسحاب من القرية لتنتهي معركة المسيفرة ليلَ 17 أيلول 1925م.

كانت خسارة الفريقين كبيرة في هذه المعركة؛ قائد الفرقة الفرنسيّة في معركة المسيفرة، الكولونيل أندريا، حدّد خسارة العسكر الفرنسيّ بأربعين قتيلًا ومائتي جريحًا،أمّا خسارة الدّروز فحُدّدت بنحو أربعمائة قتيل وأربعمائة جريح. تعدّ معركة المسيفرة من أهمّ وأشرس المعارك الّتي خاضها مجاهدو الثّورة السّوريّة بقيادة سلطان باشا الأطرش ضدّ القوّات الفرنسيّة، وفي الوقت نفسه شكّلت هذه المعركة انتكاسة عسكريّة حقيقيّة للثّورة السّوريّة، وكان لها تداعياتها على معنويّة الثّوّار وعلى استمراريّة ثورتهم. 

* * *

للاستزادة والتّوسّع:

  1. الأطرش، ريم منصور سلطان. المذكّرات الحقيقيّة لِسلطان باشا الأطرش القائد العامّ للثّورة السّوريّة الكبرى. بيروت: دار أبعاد للطّباعة والنّشر، ج. 1، 2021.
  2. البعيني، حسن أمين. جبل العرب صفحات من تاريخ الموحّدين الدّروز. لبنان: دار النّهار للنّشر، 1985.
  3. البعيني، حسن أمين. سلطان باشا الأطرش والثّورة السّوريّة الكبرى، د. م.: مؤسّسة التّراث الدّرزيّ، 2008.
  4. طلّاس، مصطفى. أحداث الثّورة السّوريّة الكبرى كما سردها قائدها العامّ سلطان باشا الأطرش. دمشق: دار طلّاس للدّراسات والتّرجمة والنّشر، 2009.
  5. عبيد، سلامة. الثّورة السّوريّة الكبرى. بيروت: مطابع دار الغد، 1971.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה