نظيرة زين الدّين

نظيرة سعيد بن زين الدّين بن حسن بن إبراهيم بن يوسف بن زين الدّين الخطيب (1907-1976 م.)، كاتبة وأديبة وناشطة نسويّة لبنانيّة. والدُها، زين الدّين بك (1877-1954 م.)، كان عَلَمًا من أعلام القضاء في عصره، مشهودًا له بالخبرة الواسعة والنّزاهة، ومعروفًا بتساهله الدّينيّ ومناصرته للمرأة.

ترعرعت نظيرة في قرية عين قني الشّوفيّة، في بيت ليبراليّ، فكان أهلها ينادون بالحرّيّة وينجذبون إلى العِلم ويتحلّون بالانفتاح. قضت طفولتها مع والديها وإخوتها، بعد أن أصاب الموت أختًا وأخًا لها قَضَيا صغيرَيْن. تلقّت دروسها الأولى مع أختها، منيرة، على يد الآنسة قربان، معلّمتهما الخاصّة، وقد أعطتهما دروسًا بالعربيّة والإنجليزيّة طوال سنوات الحرب العالميّة الأولى (1915-1918 م.). دخلت مدرسة راهبات مار يوسف، ثمّ انتقلت إلى مدرسة دير راهبات النّاصرة عام 1920 م.، وتخرّجت منها عام 1926 م. حاملةً الشّهادة المدرسيّة. وبعد سنة واحدة تقدّمت إلى الجامعة الأمريكيّة ونجحت في امتحان القبول، عام 1927 م.، لكنّها لم تكمل دراستها فيها، وانتقلت إلى الكلّيّة العلمانيّة الفرنسيّة، حيث نالت شهادة الباكالوريا في العام الميلاديّ 1928. وفي العام نفسه طلب منها تقيّ الدّين الصّلح (1908-1988 م.)، رئيس وزراء لُبنان بين العامَيْن 1973-1974 م.، إلقاء محاضرة في “الجمعيّة الأدبيّة العربيّة” الّتي كان يرأسها في المدرسة، فاختارت موضوعها “لماذا فضّلتُ السّفور على الحجاب؟”. نشطت نظيرة في أوساط الحركات النّسويّة، في بيروت، وهي لم تزل طالبة، فتعزّزت فيها أكثر مهارات التّفكير الحرّ، والعقل النّقديّ، والجهر بما تعتقده صوابًا. غير أنّ هذا الجوّ اللّيبراليّ، في البيت والمدرسة، كان يقابله جوّ محافظ في الشّارع، ما جعلها تعيش بين عالمَيْن مختلفَيْن.

السّفور والحجاب، إلى اليسار، و-الفتاة والشّيوخ، إلى اليمين؛ كتابان من تأليف نظيرة زين الدّين

طوال حياتها كانت نظيرة مدينةً للأب، والأسرة، ولجمال الدّين الأفغانيّ ومحمّد عبده وقاسم أمين، ولمعتقدها التّوحيديّ-الدّرزيّ الّذي يُعلي سُلطة العقل ويحترم المرأة أشدّ احترام. وخلال مسيرتها ألقت محاضرات في قاعات المدارس والجامعات والمحافل العامّة والنّسائيّة والمسارح الكُبرى وغيرها، في القضيّة الّتي نذرت نفسها لها. كما أصدرت كتابين: السّفور والحجاب و-الفتاة والشّيوخ؛ وكان هذا الأخير ردًّا على مهاجمي كتابها الأوّل.

تطرّقت نظيرة إلى مسائل الحرّيّة والحقّ والشّرع والدّين والعقل، بِوَعي نقديّ لافت، وقدّمت نوعَيْن من الأدلّة على وجوب تحرُّر المرأة ومساواتها بالرّجُل: الأدلّة العقليّة والأدلّة الدّينيّة، ورأت تداخلًا بين هذه وتلك؛ ذلك إنّ الدّين والعقل متآزران ومتضامنان في الحقّ، لا يفترقان. ساقت في كتاباتها وأقوالها آراءً مضادّة لتحرُّر المرأة ففنّدتها وعلّقت عليها، ورفضتها. اتّسمت لغتها بالبساطة والوضوح، ولم تغب عنها الفصاحة والقدرة على الإقناع؛ إذ استقطبت لدعوتها الأنصار من حيث جلبت على نفسها الأعداء الّذين ما لبثوا أن اشتبكوا في ما بينهم في سجالات استمرّت زمنًا طويلًا، اشترك فيها كبار الشّعراء والمفكّرين والكتّاب وعلماء الدّين العرب، في القاهرة ودمشق وبغداد وبيروت، ممّن طبقت شهرتهم الآفاق وسادت أقلامهم في النّصف الأوّل من القرن العشرين الميلاديّ.

من أقوالها في السّفور والحجاب:

“يا سيّدي الرّجُل، إنّ القول بوجوب بقاء المرأة عندنا على حالها من الجمود، وحجبها وحبسها دون تبديل ولا تغيير، خروج عن سنّة النّشوء والارتقاء، ولا يصحّ القول إنّ حقّ الارتقاء من حال إلى أصلح منها مختصّ بالرّجُل وحده؛ فقد قال أحد الفلاسفة: إمّا ألّا يكون حقّ لأحد النّاس، أو أن يكون لكلّ فرد حقّ مساوٍ حقّ الآخر، ومَن جرّد غيره عن حقّه فقد داس بقدمه حقَّ نفسه”.

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. خليل الباشا، محمّد. “زين الدّين، نظيرة بنت سعيد بن زين الدّين بن حسن بن إبراهيم”. معجم أعلام الدّروز. محمّد خليل الباشا (تحرير). ج. 2، (1990)، ص. 17-19.
  2. زين الدّين، نظيرة. السّفور والحجاب. بيروت: د. ن، 1928.
  3. ناطور، سميح. “زين الدّين، نظيرة”. موسوعة التّوحيد الدّرزيّة. سميح ناطور (تحرير). ج. 2 (2011)، ص. 319.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה