بين الإكلينيكيّ والاجتماعيّ: التّقمُّص والنُّطق عند الطّائفة الدّرزيّة
المحاضِرة: د. مها ناطور
تاريخ المحاضَرة: 17 تشرين أوّل 2021
محاضرة قدّمتها د. مها ناطور، باحثة ما بعد الدّكتوراة في قسم عِلم الإنسان والحضارة (انثروبولوجيا)، في جامعة حيفا، تطرّقت خلالها إلى اللّقاء بين الحيِّز الخاصّ والآخر الجماعيّ فيما يتعلّق بقصص “النُّطق”؛ تذكُّر الحياة السّابقة والحديث عنها، لدى الطّائفة الدّرزيّة. هذه القصص تُقابَل بشكل طبيعيّ ومقبول داخل المجتمع الدّرزيّ، وهي جزءٌ لا يتجزّأ من الخطاب الاجتماعيّ الخاصّ به، تسمح للشّخص “النّاطق” بأن يشمل، في تعريفه هويّتَه، قصّةَ حياته السّابقة (الجيل السّابق). حالات النُّطق تُقسم إلى اثنتَيْن: الأولى، “مُغلَقة”؛ فيها يكون النّاطق قد تعرّف إلى عائلته في حياته السّابقة، والثّانية، “مفتوحة”، أو كما يُشار إليها في المصادر “غير مُغلقة”؛ وفيها تكون هويّة النّاطق الخاصّة بحياته السّابقة غير معروفة. قصص النُّطق لا تبقى محصورة في الحيّز الخاصّ، لكنّها تُغدو قصّة يتناقلها أبناء الطّائفة، وهي ذات قدرة على تعزيز الهويّة والإحساس بالتّعاضد لدى الموحّدين الدّروز. إنّ الحديث عن التّقمُّص والنُّطق حديث مُعقّد وحسّاس، وينبغي أن نراعي فيه حُرمة حُدود الحوار داخل المجتمع الدّرزيّ. هذا الأمر ضروريّ خاصّةً عندما يكون الباحث/ ة فردًا من أبناء هذه الطّائفة؛ إذ هو ملزوم بإبداءَ حسّاسيّة خاصّة تُجاه الكتابة والنّقاش في مثل هذه القضايا.
