الطّائفة الدّرزيّة في حرب عامَي 1947-1949
المحاضر: مهنّا كبيشي
تاريخ المحاضَرة: 19 كانون أوّل 2021
محاضَرة قدّمها الباحث مهنّا كبيشي، الحاصل على لقب ثانٍ في جامعة حيفا، قسم “دراسات إسرائيل”. في محاضرته تطرّق مهنّا إلى أنّ المجتمع الدّرزيّ في زمن الحرب المذكورة، بِوَصفه مجتمعًا تقليديًّا-أبويًّا، يعتمد على الزّراعة في كسب لقمة العيش؛ كان يتمتّع بمتانة أكثر من أيّ مجتمع آخر يتميّز بِرُموز الحداثة. التّرابط بين العناصر داخل المجتمع زاده قوّة وصلابة، خاصّةً بفضل أعيان الطّائفة ورجالات الدّين الّذين قادوه آنذاك. التّعاون بينهم، خلال الحرب، أتاح اعتماد خطّ موحَّد مع السُّلطات، وكان مبدأ “حفظ الإخوان” نصب أعينهم دائمًا. يسهل على المجتمع التّقليديّ أن يواجه الحياة في أوقاتها العصيبة؛ عند حدوث الكوارث الطّبيعيّة أو الحروب حين تدور رحاها؛ ذلك أنّه لا يعتمد على الموارد الخارجيّة، إذ إنّ احتياجاته كلّها في متناول يده؛ فمِن “حاكورة” الدّار إلى الأكل الشّعبيّ البسيط الّذي سدّ الرّمق أجيالًا طويلة. إنّ الظّروف التي أدّت إلى تطوّر الحرب، بالتّشاور مع القيادة الدّرزيّة في لُبنان وسورية الّتي أمرتهم بالبقاء في بيوتهم، دفعت الدّروز إلى اختيار أحد الجوانب، عندها قاموا بواجبهم؛ من جهة، استضافوا عشرات آلاف اللّاجئين من القرى العربيّة المجاورة، وفي الوقت نفسه وقفوا في جانب الدّولة “الحديثة”، في حينها، من جهة أُخرى. مع اختيارهم الجانب الإسرائيليّ بدأ المجتمع الدّرزيّ يمرّ بتغيُّرات اجتماعيّة كبيرة، سواء من حيث الخدمات الطّبّيّة، التّعليم ومصادر الرّزق. لقد بقي الدّروز في منازلهم، واكتسبوا اعترافًا رسميًّا باستقلاليّة طائفتهم، وحرسوا أراضيهم ولم يصبحوا لاجئين، وشرعوا في زيارة مقام النّبيّ شعيب، عليه السّلام، عامًا تلو العام، حتّى يومنا هذا.