قيمنا الاجتماعيّة والدّينيّة وتراثنا بين الفتور والفتور

قيمنا الاجتماعيّة والدّينيّة وتراثنا بين الفتور والفتور
مجلّة نهج الميثاق؛ إصدار مركز التّراث الدّرزيّ في إسرائيل

العدد الثّاني | نيسان 2020

كاتب المقالة: الشّيخ يعقوب سلامة

القيم الدينية والاجتماعية هي حجر الأساس لبناء مجتمع متحضر متكاتف، يشد اركانه ويمنع منه الانحلال والتفكّك. نحن، طائفة الموحدين الدروز، طائفة قليلة العدد استطاعت الحفاظ على كيانها ووحدتها ما يزيد على ألف سنة في ظل ظروف صعبة ومحيط جغرافي اجتماعي ليس سهلا.

للحفاظ على كياننا وخصوصيتنا لا بد من ضوابط تلزم المجتمع، وخطوط حمراء واضحة مع العمل على عدم تجاوزها، هذه الخطوط تمكن افراد المجتمع من الانصهار في المجال المهني، العلمي والعملي مع المحافظة على وحدة المجتمع وتقويته ضمن القيم التوحيدية، فلا بد من قيادة دينية اجتماعية سياسية مشتركة قوية تحدد هذه الضوابط وتخطط هذه الخطوط الحمراء وتكون المؤشر والبوصلة لبناء مستقبل واعد متحضر ومتقدم يتلاءم مع العصر ويحافظ على هذه القيم التي لا غنى لنا عنها.

العالم المادي والعالم الروحاني يكملان بعضهما بعضا، لكل منهما مكانةً ومهمّةً في الحياة، اذ يكمّل أحدهما الآخر. في عصرنا هذا طغى العالم المادي واستبدّ ووهن العالم الأخلاقي الروحاني فأصبحت النتيجة هي الغاية وليس الطريق اليها وكيفية الحصول عليها، أصبح همّنا الوحيد الجري السريع وراء المادة والشهرة والنيل منها بأسهل الطرق وان كانت مخالفة لقيمنا واخلاقياتنا او لسلوكيات مجتمعنا. فالطريق الى القمة لا يقل أهمية من الوصول اليها. ليتنا نذكر ان الطريق السليم حتى بلوغ الهدف مع الحفاظ على الضوابط وعدم تجاوز الخطوط الحمراء، يؤمن السعادة القصوى في نيل الهدف.

ماضينا حافل بالكرامات والإنجازات العظيمة، وسلفنا الصالح بقيادته الحكيمة ورؤيته الشاملة استطاع ان يحافظ علينا وان يشق لنا الطريق ويقودنا الى ما وصلنا اليه، فلنقتدي بهم ونجعلهم قدوة لنا ونسير على خطاهم ونعتز بصنيعهم ولنكف عن التقليد الأعمى والركض خلف نماذج من المشاهير البعيدة كل البعد عن اخلاقياتنا وعن قيمنا الدينية والإنسانية. ليس بالضرورة أن “حديقة الجيران أكثر اخضراراً” كما يقال، فلنقتدي بسلفنا ونتعلم من ماضينا لنحافظ على حاضرنا ولنبني مستقبلنا على النمط الذي يلائمنا آملين النيل على شرعيّة اولي العزم والمرجعيات المحافظة الاصيلة.

ان دوائر الانتماء المبنية على أساس القرابة والجيرة والصداقة، التي كانت تربطنا وعلى أسسها بنينا مجتمعنا، أصبح يهددها خطر التفكّك. كانت الرؤيا شمولية ومصلحة المجتمع فوق مصلحة الفرد، اذ كان الفرد بحاجة الى المجتمع ولا غنى له عنه في المناسبات السارة والحزينة، أما اليوم وفي عصر التقنية والحداثة أصبح المجتمع بين يدي الفرد فتحطمت دوائر القربى والصحبة وتلاشت حاجة الفرد الى المجتمع، قامت دوائر أخرى مبنية على أسس الشراكة والعلاقة المادية وأصبحت مصلحة الفرد فوق مصلحة المجتمع. ان مصيرنا وقوتنا يكمن في الحفاظ على مجتمعنا، فيجب ان لا نتنازل عن دوائر الانتماء التقليدية، وإلا فقد لا نضمن مستقبلاً واعدا وآمنا لأحفادنا وسيضعنا التاريخ يوما تحت لائحة الاتهام.

لكل فئة مكانتها في المجتمع ولها دورها ولا غنى عنها فيجب استثمار كل الطاقات المكمونة بدون استثناء، وعدم التغافل عن اية فئة ضمن الضوابط والقيم الدّينية والاجتماعية التي تجمعنا، والا فقد يكون الانحلال والتفكك مصيرنا الحتميّ، فلا بد للمجتمع الديني والزمني الّا العيش المشترك وفق مفاهيم مقبولة لمصلحة الجميع.

ليس من السهل مواجهة هذه التحدّيات، التي فرضها علينا بغتةً عالم التكنولوجيا والانترنت، والحصول على الانسجام الأنسب بين الموجود والمنشود. هنا، تولى اهمية بالغة لدور مؤسسات الطائفة ومن ضمنها بيت التراث الدرزي، للعمل المشترك مع جميع الجهات المختصة في المجتمع والدولة للحفاظ على قيمنا وتراثنا مع فسح المجال للتقدم وللانطلاق في مسارين مترابطين وليس منفردين.

في هذه المناسبة أتمنى لجميع الطوائف اعيادا سعيدة: للطائفة الدرزية بمناسبة حلول عيد النبي شعيب عليه السلام، للطائفة اليهودية بحلول عيد الفصح، للطائفة الإسلامية بقدوم شهر رمضان المبارك، وللطوائف المسيحية بحلول عيد الفصح المجيد. نتضرع الى الله عز وجل متمنين ان تمرّ سريعاً هذه الأيام السوداء لنستخلص منها دروسا.

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה