الشّيخ ناهض الدّين حِصْن الدّين

الشّيخ ناهض الدّين حِصْن الدّين

هو ناهض الدّين بن عبد الله بن حِصْن الدّين، من أجلّ تلاميذ الأمير السّيّد، قدّس الله سرّه، الّذين ذكَرَهُم الشّيخ أبو عليّ مرعي في تراجِمه. وُلد في بلدة المختارة ونشأ فيها، وقيل إنّه كان متساوي البنية، معتدل المزاج، حسن الأخلاق والطّباع، يميل إلى البياض مع الحُمرة وإشراق الدّم ورقّة البشرة واستواء الأعضاء.

كان جدّه، الشّيخ حصن الدّين، فقيهًا عالمًا فاضلًا تقيًّا، ذا فطنة ودراية، جاء من حلب عام 1384 م. (785 هـ.)، فأقام عند الأمراء التّنّوخيّين وصار يُعلّم أولادهم. أمّا والده عبد الله فكان مقيمًا عند الأمراء التّنّوخيّين في رُتبة جدّه، وكان حميد الصّفات والأفعال.

لمّا سمع الشّيخ ناهض الدّين بذكاء الأمير عبد الله وصحّة فهمه وحُسن تديُّنه، وهو دون البلوغ، قصده إلى عبيه، وكان ذلك عام 1437 م.، ثمّ زاره مرّة ثانية بصحبة الشّيخ ابن نصر، وتحدّث مع الأمير الفتى، وسُرَّ بما رآه وسمعه منه.

دخل مدرسة الأمير والتحق بخدمته، فكان من الأذكياء النّابهين، وقد تفقّه في علوم الدّين. ولمّا تخرّج في المدرسة كلَّفَه المعلّم إقامة الأمر والنّهي في مقاطعته، إضافةً إلى مهمّة تعليم الأولاد، والاجتماع بالنّاس في يوم من أيّام الأسبوع لِشرح غوامض آيات الدّين، ومن أجل وعظهم وهدايتهم ونُصحهم.

بعَث الأمير كتابًا للشّيخ ناهض، من عبيه إلى المختارة، يصفه بأحسن الأوصاف، فهو “الطّاهر المحقّق، النّاهض بأعباء ما حُمِّل”… ويحُثّه فيه على الدّوام على الثّقة الّتي منحه إيّاها، وعلى الاعتصام بحقائق التّوحيد، والكلمة الأزليّة.

توفّي الشّيخ ناهض الدّين في بلدته، المختارة، عام 1468 م. (873 هـ)، ويقال في عام 1477 م. (881 هـ)، فصار له مأتم عظيم، ونُعِيَ الأمير عبد الله فقدِم من عبيه، وحضر جنازته وحزن حزنًا شديدًا لِفَقده. ثمّ شاهد جثمانه وقبَّلَه، ودعا له، وصلّى عليه، وقال فيما قاله عنه: “كان فريد المثال، حَسَن الخِلال، عالمًا تقيًّا وفيًّا ذا فضائل وافرة”. وأُقيمت فوق مدفنه حجرة، هذا نصّ ما كُتب على الشّاهد الغربيّ منها:

“بسم الله الرّحمن الرّحيم وبه أستعين

ابتنى هذه الحجرة الحقير السّعيد الشّيخ

ناهض الدّين حصن الدّين في شهر

ذي الحجّة 73 أي 873 ه…” (البقيّة غير مقروءة).

وعلى الشاهد الشّرقيّ نجد نصّ آية الكرسيّ مكتوبًا.  

***

للاستزادة والتّوسُّع:

  1. الباشا، محمّد خليل. “حصن الدّين، ناهض الدّين بن عبدالله بن حصن الدّين”. معجم أعلام الدّروز. محمّد خليل الباشا (تحرير). ج. 1 (1990)، ص. 441.
  2. أبو ذياب، غسّان يوسف. “خلوة القطالب”. العمامة 157 (2021)، ص. 15-16.
  3. أبو زكي، فؤاد. الأمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنّوخيّ؛ سيرته، أدبه. د. م.: د. ن.، 1997، ص. 279-280.
  4. الشّدياق، طنّوس. أخبار الأعيان في جبل لبنان. بيروت: الجامعة اللّبنانيّة، ج. 1، 1970. 
  5. العريضيّ، أبو صالح فرحان سعيد. مناقب الأعيان. عاليه: مدرسة الإشراق، ج. 1، ص. 28.
  6. ناطور، سميح. “ناهض الدّين”. موسوعة التّوحيد الدّرزيّة. سميح ناطور (تحرير)، ج. 5 (2011).

מבט על

הדרוזים בישראל

ההתיישבות הדרוזית בישראל נחשבת לשלישית בגודלה, מבחינת מספר התושבים, בעולם כולו. הדרוזים בישראל (בני דת הייחוד) מהווים עדה דתית מגובשת, המונה כ- 147 אלף בני אדם, שפתם הינה ערבית ותרבותם ערבית-ייחודית (מונותאיסטית). הדת הדרוזית מוכרת באופן רשמי, על ידי מדינת ישראל, מאז שנת 1957 כישות אחת בעלת בתי משפט והנהגה רוחנית משלה. הדרוזים בישראל חיים כיום בתוך עשרים ושניים כפרים הנפרשים בגליל, בכרמל וברמת הגולן. שני היישובים הדרוזים הגדולים ביותר מבחינת מספר תושבים הם ירכא (16.9 אלף תושבים) ודלית אל-כרמל (17.1 אלף תושבים).

0 K

דרוזים בישראל

0 +

תושבים בדאלית אלכרמל, היישוב הכי גדול בישראל

0

סטודנטים דרוזים בשנת הלימודים 2019/2020 במוסדות להשכלה גבוהה